الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجيم والنون وما يثلثهما
•
(جنن - جنجن):
{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النجم: 32]
"الجَنَّة - بالفتح: الحديقةُ ذاتُ الشجر والنخل/ والعنب، - وبالضم: الدِرْعُ وكلُّ ما وقاك/ ما دَارَاك من السلاح واستترت به منه، والسُتْرة. والمِجَنُّ: التُرْس يُواري حامله. والجَنين: الولد ما دام في بَطْن أمه، والمقبور. والجَنَن - محركة: القبر، جَنَّ الشيء يَجُنّه: سَتَره ".
° المعنى المحوري
سَتْرُ الشيء بكثيف يعلوه أو يكون الشيء في أثنائه (1)
(1)(صوتيًّا): تعبر الجيم عن كثيف غير صلب، والنون عن امتداد باطني والتركيب منهما يعبر عن ستر الشيء في الأثناء بكثيف يغشاه كالجنين. وفي (جنى) تعبر الياء عن الاتصال، ويعبر التركيب معها عن كون الستر هنا تحصيلًا في الحوزة كجَنْى الثمر، أو أن الجنْى إصابة للجنَى الذي كان مستجِنًا وتولد. وفي (جنب) تعبر الباء عن تجمع رخو مع تلاصق ما، ويعبر التركيب معها عن ناحية خارجة قوية غليظة (تجمع لكن في ناحية) من الشيء كجنْب الإنسان وجَنْبتى الوادي. وفي (جنح) تعبر الحاء عن احتكاك بجفاف وعرض ويعبر التركيب معها عن امتداد او اندفاع في جانب بقوة كجناح الطائر وجناحي النصل. وفي (جند) تعبر الدال عن ضغط ممتد وحبس ويعبر التركيب معها عن صلابة الشيء وتماسكه (احتباس) كأنما ضُغِط على ما فيه كالجَنَد الأرض الغليظة. وفي (جنف) تعبر الفاء عن نفاذ بإبعاد وطرد (انقطاع)، ويعبر التركيب معها عن نقصٍ أو ذهاب جزء من سُمك جانب الشيء فيعوج ويميل كالجنف في الزَّوْر: غئور أَحَد شِقّيه وانهضامه مع اعتدال الآخر.
كالشجر والنخل والعنب تُظِلُّ ما تحتها وتستره، وكالدِرْع يستر ستر حماية، وكالجنين في البطن {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ} والميت في القبر .. ومنه "جنّ عليه الليل وأجنّه: ستره بظلمته " (الظلام ساتر كثيف يغشى){فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} [الأنعام: 76]. وقد ذكرنا الجُنة - بالضم {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [المجادلة: 16 والمنافقون: 2] أي يسترون جرائمهم بأيمان تنفي وقوعها منهم، فتدرأ عنهم العقوبة كما يرد المِجَنّ سيفَ العدو. [وينظر قر 17/ 304].
ومن ذلك "الجِنّ والجِنّة - بالكسر فيهما: نوع من العالم استَجَنُّوا عن الأبصار. {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [الرحمن: 33]، {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: 6]. {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} [الإسراء: 88] أدرج الجن هنا، لقدراتهم المستغربة فيكون عجزهم أبلغ في التعجيز. {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات: 158] وأُجِيزَ تفسيرها هنا بالملائكة. والاشتقاق لا يأباه. ومثل الجِنّ والجِنة (مقابل الإنس)(الجانّ) في سياق مقابلته بالإنسان أو الإنس. أما (جانّ) في [النمل: 7، والقصص: 31] فهو الحية الدقيق الجسم، لأنه يستكن في البيوت - لا في الصحارى مثلًا.
ومن ذلك "الجُنُون وهو الجِنة "بالكسر أيضًا، لأنه استتار العقل أو غيابه {وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} [الدخان: 14] وكل كلمة (مجنون) و (جنّة){مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ} [سبأ: 46 وكذا (جِنّة) في الأعراف: 18، المؤمنون: 25، 79، سبأ: 8، 46]. وسائر كلمة (جِنّة) معناها الجِنّ.
وذكرنا "الجنة - بالفتح: الحديقة ذات الشجر والنخل والأعناب، وأن كثافة فروع الشجر والنخل وكروم العنب المرفوعة تَجُنّ أي تُظِلّ وتستر من يسير