الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(بعثر):
{وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} [الانفطار: 4]
"بعثرت التراب: قلّبته، والمتاعَ: قلته وفرَّقته وبدّدته، والحوضَ: هدمته وجعلت أسفله أعلاه ".
° المعنى المحوري
هو تفريق الشيء المستقر أو تقليبه بلا نظام: كبعثرة التراب والمتاع والحوض بمعانيها المذكورة. {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} [العاديات: 9]: أثير؛ فخرجوا على أحوال مختلفة. وكذلك بعثرة القبور نفسها فهو قلبها وإخراج من فيها.
•
(بعد):
{فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 44]
"البُعْد - بالضم: خلافُ القرب: بَعُد الرجل - بضم العين وبكسرها، وتباعد، وأبعده غيره، وباعده، وبعّده - ض ".
° المعنى المحوري
مفارقة جرم الشيء آخر معيّنًا بمسافة ممتدة تحجزه عن ملاقاته: {وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} [التوبة: 42]، {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [سبأ: 19]، {قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} [الزخرف: 38]، {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان: 12]. ومثلها مما هو مستعمل للبعد المكاني (بعيد)[في هود 83، 89 الفرقان 12، ق 31، آل عمران 30] ، وللبعد الزماني [الأنبياء 109، النمل 22، المعارج 6]، وللكناية بالبعد المكاني عن عدم الإمكان [سبأ 52، 53، فصلت 44؛ وكذلك ق 3]، ولنفي الوقوع في النار [الأنبياء 101]. كما صف بها الإيغال في الضلال، ونحوه من المفارقة على غير
رَشَد: {وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [ق: 27]، {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} [الحج: 53].
• ومن المفارقة بمسافة ممتدة تحجز عن اللقاء استعملت في الهلاك بلفظ (بَعِدَ) في [هود 95] وبلفظ (بُعْد) في كل ما وردت فيه عدا [الزخرف: 38].
ومن بعد المكان عبَّرت عن بعد العلاقة والصلة في القرابة بين الناس.
ومن الترتيب الطبيعي بين الأشياء المتباعدة، بأن يُدرَك أو يُرَى أحدها متأخرًا عن الآخر، في المرور بهما سيرًا، أو نحوه، عبّرت (بَعْدَ) عن الظرفية المكانية، ثم الزمانية. [مكان أو توقيت قال بينهما مسافة] وبهذا جاءت كل (بَعْدَ) {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 41] يتأولونه على غير تأويله بعد أن فهموه على وعرفوا مواضعه [التي أرادها الله عز وجل، وبين أحكامه]. {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية: 6] أي بعد حديث الله، وقيل بعد قرآنه. {فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} [الجاثية: 23] أي من بعد أن أضله الله [قر 6/ 81، 16/ 158، 169]{وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] أي بعد نُصرة الله وناموسه وصالحي المؤمنين [كشاف 4/ 554]. {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 13] أي بعد ما عُدّ له من المثالب والنقائص [كشاف 4/ 575]. {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] ذكر بعض أهل العلم أن (بعد) في موضع (مع) كأنه قال: والأرض مع ذلك دحاها كما قال تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [قر 19/ 205]. والأَوْلى تفسير (بعد ذلك) أي بعد خلق السماء وما فعل فيها {دَحَاهَا} أي بسطها يعني الأرض. أي أنه تعالى خلق الأرض، ثم السماء، ثم