الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"بالعلم "في هذا كوصف "الباحث "به لأن أخذ الغليظ الكثيف الذي يعرو -كالبحث. فتفسير الحفى بأنه الذي يعلم الشيء باستقصاء- هو المناسب
ومن مجاز سَحْف الكثيف الذي يعروا "احتُفِي القوم -للمفعول: استُؤصِلوا "، وحَفَاه من كل خير: منعه " (كأنما اقتطع منه أو أرق حاله- إذ منعه).
ومن الأخذ بغلظ: "حافاه: ماراه ونازعه "(كل يحاول أن يأخذ من الآخر).
•
(حيف):
{أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} [النور: 50] "الحَيف -بالفتح: حَدُّ الحَجَر، والحائف من الجبل: الحافَة [ق] وحافَتا اللسان: جانباه. وحافَتا الوادي، وحافَةُ كل شيء: ناحيته. والحِيفة -بالكسر: خَشَبه مِثالُ نصف قَصَبة في ظهرها قصبة تبري بها السهام [ق].
° المعنى المحوري
انقطاع امتداد الشيء عَرْضًا أي من جوانبه. والحدّ والحافَة عندها ينقطع امتداد الشيء، والحِيفة يُقطع بها. ومنه "الحيف -بالفتح: الجور (وهو اقتطاع وانتقاص من جانب الشيء. ومنه ما في آية الرأس). ولذا قالوا: "تحيّف الشيءَ: أخذ من جوانبه ونواحيه. وتحيف مالَه: نقصه وأخذ من أطرافه ".
•
(حفد):
{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل: 72]
"محافد الثوب: وشْيه واحدها مَحفِد -بالفتح. الحَفْد -بالفتح: الوَشى. ويقال لطرَف الثوب محفَد -بالكسر. والمَحفِد -كمنزل: أصلُ السَنام، وبالكسر والفتح: شيء تعلف فيه الإبل كالمِكتَل ".
° المعنى المحوري
إحاطة بالشيء فيها لطف وخفة. كالوشي بظاهر الثوب، وكطرف الثوب له، وأصلُ السنام كالمحيط بظهر البعير، وهو شحم لطيف. والمِغلف يكون قريبا من الدابة وفيه علفه.
ومن الخفة واللطف: "حَفْد الظليم والبعير -بالفتح وكغليان: وهو تَدَارُك السير (حركة خفيفة متقاربة الخَطو يقع التباعد بها قليلا قليلا) ومنه: "حَفَد واحتفد: خَفّ في العمل وأسرع " (زيادة في الحركة).
وفي قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} قيل إن الحفدة الخدَم والأعوان، والبنات، وأولاد الأولاد، والأصهار، وبنو المرأة من زوجها الأول -نظروا في الكل إلى معنى السرعة وخفة الحركة في الخدمة. وبالنظر إلى معنى الإحاطة مع اللطف والخفة في المعنى المحوري نجد أن أقربها إلى هذا المعنى هم أولاد الأولاد- إذ ينشئون حول جدهم. ويقوي هذا ذكر الأزواج في الآية. ويليه تفسير الحفدة بالبنات ثم بالأصهار. والتفسيرات الأخرى تجوز لأنها مبنية على خفة الحركة مع الإحاطة لكن دون اللطف. قال [قر 10/ 144]: ما قاله الأزهري من أن الحفدة أولاد الأولاد هو ظاهر القرآن بل نصه، ألا ترى أنه قال: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ
…
} فجعل الحفدة والبنين منهن. اه. وعليه آخرون. [وانظر ل، والمعاني للفراء 2/ 110] وأقول إن هذا كقوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} [الأنبياء: 72] وأما "محمد الرجل -كمنزل: محتده وأصله "فالأقرب أن هذا مأخوذ من المحفِد: أصل السنام.