الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحطب " (تجمع وتماسك)، (وكإِجَّانة ويخفف وسِكِّيت وعِجَّوْل ودينار): "القطعة من الطير والخيل والإبل " (كثرة وتلازم)، والأبابيل جمعُها: {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} [الفيل: 3]، والحُزْمة من الحشيش كالأبيلة. "ناقة أَبِلَةٌ: مباركة في الولد " (في بطنها كثير). و "الأَبلة - كفَرِحَة: الطَلِبَة "والحاجة (يراد ضمها واحتواؤها).
ومثلُ أُبُول الإِبل أي اجْتِزائها بالرُطْب عن الماء: "أَبَلَ الرجل عن امرأته: امتنع عن غشيانها، كتأبّل "(اختزن أو أمسك ماءه). ومن هذا: "الأبيل: الراهب ". (لا يتزوج).
أما "الأبلة - بالتحريك أو الفتح: الثِقَلُ والوخامةُ، كالأَبَل "- محركة - (كأنما من رخاوة في الجوف تسبب الفتور)، والإثمُ (وهو ثقل كالوِزْر). والإِبْلة - بالكسر: العَدَاوة " (كالحقد في القلب)، فمع أن الثقل لازم "للكثرة المحتواة "التي جاءت في المعنى المحوري، فإن الأشبه أنها من (وبل)، بإبدال الواو همزة.
•
(بلد):
{وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [النحل: 7]
"الأَبْلَدُ من الرجال: الذي ليس بمقْرُون الحاجبين. والبَلْدة - بالفتح: ما بين الحاجبين غير المقرونين/ نقاوة ما بين الحاجبين - وتضم، وراحةُ الكف، وثُغْرة النحر وما حولها، ومنزلة من منازل القمر خَلاءٌ لا نجوم فيها. والبَلَد - محركة: ما لم يُحْفَر من الأرض ولم يُوقَد فيه، والأَثرُ في الجسد (من حرق أو نحوه)، وقد بلّد السحاب - ض: لم يُمْطِر، والفرسُ: لم يَسْبِق، والإنسانُ: لم يجُد. ورجل أبلد: غليظ الخَلْق ".
° المعنى المحوري
هو: إصماتُ ظاهرٍ متسعٍ بحيث يحتبس فيه (أي لا ينفذ
منه) ما يُتَوقَّع أو يُعتاد نفاذه: كتلك البقع الخالية من الشَعَر بين الحاجبين، وراحة الكف، وثُغْرةِ النحر، وخُلُوِّ منزلة القمر تلك. وكذلك الأرض التي لم تُحْفَر لم تُفْتح أي تُشَق ويُنفَذْ منها، وأثر الحَرق والجَرْح لا ينفُذ منه شَعَر. وكالمطر الذي لا يخرج من السحاب، والفرس الذي لم يَنفُذ من بين غيره، والإنسان الذي لم يبذل ويُخرِج شيئًا من ماله، والغليظ الخَلْق لا يكاد يُخْتَرق (أو هذا من إصمات الظاهر).
ومن ذلك "البلد - محركة: كل موضع متحيز من الأرض عامر أو غامر (تحيّزه كأن عليه حاجزًا يحبس). وأرى أن أصل البلد المسكون أنه مساحة خالية متميزة تُتَّخذ للإقامة، والإقامة احتباس وقد جاء "البَلَد من الأرض: ما كان مأوى الحيوان وإن لم يكن فيه بناء ". وقد بَلَد بالمكان (قعد): أقام به {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 3] هو مكة بلد الله الحرام، {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ} [الأعراف: 57]: لبقعة من الأرض أو قُطْر ميت، {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [النحل: 7]: قُطْر أو مدينة. وبمثل هذا المعنى جاء سائر ما ذكر من (بلد) و (بلدة) في القرآن ووصفها بـ (طيب) أو (ميت) يخصصها بقطر أي أرض من شأنها كذا. وجمعها (بلاد) هو للمدن والقرى {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [الفجر: 8] والأقطار {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ} [آل عمران: 196] وكذا ما في [غافر 4، ق 36]. ومن هذا: "البَلَد: القبر " (حيز لا يغادره صاحبه).
ومن ذلك المعنى البلادة: "رجل بليد وقد بلُد (ككرم): إذا لم يكن ذكيًّا (الذكاء حدة فكر ونفاذ)، والبليد من الإبل: الذي لا ينشِّطه تحريك "(لا يجعله يُنْفِذ شيئًا، والسير إنفاذ لمذخور القوة في الباطن).