الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولذا لم يصرح الطبري هنا بتفسير التحذير بالتخويف. ونظير هذا ما في تركيب (وقى) فكثيرًا ما فسرت التقوى بالخوف ومما هي به في الأصل. وكل مفردات التركيب القرآنية هي بمعنى التحرّز -حسب ما أسلفناه.
°
معنى الفصل المعجمي (حذ):
القِصَر أو الانقطاع مع الغلظ كما في القطاة الحذّاء- في (حذذ)، وكما في الإحاطة (وهي قَصْر من جنس القِصَر) بغليظ كما يتمثل في الحاذَيْن -في (حوذ)، وكما في أعلى الجبل حيث يتضامّ مع صلابته- في (حذر).
الحاء والراء وما يثلهما
•
(حرر- حرحر):
{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 12]
"حَرّ الأرض يجَرها -بالفتح: سوّاها بالمِحَرّ، فأَخَذ المُثار من المكان المرتفع (أزاحه إلى المكان المنخفض) ". "طين -حُرٌّ- بالضم: لا رَمّل فيه. ورَمّلَة حُرّة: لا طينَ فيها. والحَرّة -بالفتح: أرض مستديرةٌ- مَسِيرةُ ليلتين أو ثلاث- فيها حجارةٌ أمثالُ الإبلِ البُروك كأنما شُيِّطَت بالنار (أو .. أُلْبِسَتْها حجارةٌ سُودٌ نَخِرةٌ كأنما مُطِرَت) وما تحتها أرض غليظةٌ من قاعٍ ليس بأسود وإنما سَوّدها كثرة حجارتها وتدانيها ".
° المعنى المحوري
خلوص الشيء من الغليظ الذي يعروه أو يخالط أثناءه (بأن يخرج منها) فيصفو ويَنْقَى (1): كحَرّ الأرض الموصوف، وكخلوص الطين
(1) صوتيًّا: الحاء للاحتكاك بجفاف وعرض، والراء للاسترسال، والفصل منهما يعبر عن خلوص الشيء من الغليظ بكشفه وإزاحته بعيدًا كما في حَرّ الأرض، وخلوص الحرير =
من الرمل، والرملِ من الطين. وحجارة الحرة تعد خارجةً نافذة من أثناء الأرض، والأرض تحتها قاعٌ أي ليست وعرة، وإنما هى طين متماسك. وتماسكه هو المقصود بوصفه بالغلظ هنا.
ومن مادى ذلك "الحَرِير من الثياب "فهو رقيقٌ ناعم ليس فيه غلظ
= من الخيط الغليظ، وفي (حرو- حرى) تعبر الواو عن الاشتمال والياء عن الاتصال، ويعبر التركيبان عن نقص (يناسب الخلوص) يكون فجوة (للاشتمال) في (حرو) ويعم الجرم في (حرى)، وفي (حور) يحوّل توسط الواو التركيب إلى التعبير عن استدارة الجِرم المنتقَص كالحَور القعر. وفي (حير) تضيف الياء بتعبيرها عن الاتصال معى إمساك المسترسل كالماء في الحائر. وفي (حرب) تضيف الباء التعبير عن ضمٍّ أو تضامٍّ بعد ما أُخذ أو خَرج من الشيء -كشكل الحربة. وفي (حرث) تعبر الثاء عن ثوران ذاك الخارج كتلًا كحرث الأرض. وفي (حرج) تعبر الجيم عن تجمع (هلامي) له حدّة ما، ويعبر التركيب عن وجود جرم عظيم يزحَم كما في الحَرَجة، وفي (حرد) تعبر الدال عن ضغط وحبس، ويعبر التركيب عن جفاف الباطن بعد الذاهب كأنما ضُغِط فحبس عنه الماء. وفي (حرس) تعبر السين عن نفاذ بدقة وحدة وامتداد، ويعبر التركيب عن البقاء بالحفظ من الانتقاص، وفي (حرص) تعبر الصاد عن النفاذ بغلظ، ويعبر التركيب عن قشر الدقيق المنتشر قشرًا غليظًا أي بقوة كحَرْص المرعى، ومنه جاء معى الجمع. وفي (حرض) تعبر الضاد عن غلظ وحدة، ويعبر التركيب عن خَرْط مادة غليظة حادة محتواة كما في الحُرْض وتأثيره. وفي (حرف) تعبر الفاء عن نفي وطرد، ويعبر التركيب عن انتهاء يتمثل في نهاية امتداد الجرم. وفي (حرق) تعبر القاف عن التعقد في الجوف، ويعبر التركيب عن وصول الذهاب والهلاك إلى عمق الشيء فيحوله فيصير بلا تماسك كالشيء المحترق، وفي (حرك) تعبر الكاف عن ضغط عثوري دقيق فلا يتم النفاذ إلا بعسر وضعف كما في الحركة والحارك. وفي (حرم) تعبر الميم عن تضام الظاهر أي (الغلاقه) على هذا الباقي بعد الذاهب مساحة نقية ممنوعة مما لا يناسبها كالحَرَم.
{وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [الحج: 23، فاطر: 33] وما في الإنسان: 12]. والحُرّ -بالضم: حَيّة دقيقة مثلُ الجانّ أبيضُ، وفرخُ الحمام، ووَلَدُ الظبي (كلها رقيقة ذاهبةُ غِلَظِ الجسم). وحُرّ الوجه -بالضم: مسايلُ أربعةِ مدامع العينين أو الخَدّ (أجزاء غائرة نسبيًّا ورقيقة كأنما أُخِذ غَلْظُها ونتوؤها) وكذا الحُرّتان: الأذنان (رقيقتان خاليتان من العظم). وحُرّة الذِفْرَى: مَوْضعُ مجال القُرْط (فجوةٌ ذَهَبَ ما يملؤها) وحُرّ الفاكهة: خِيارها (خالصة من رديئها) وحُرُّ كل أرض: وَسَطُها وأطيَبُها. وحُرّ الدار: وسطها وخيرها (مكشوف لا غَلْظ عليه) وفَرَسٌ حُرٌّ: عتيق. والحُرّ من كُلِّ شيء: أعْتَقُه ".
و"الحُرُّ من الناس: أخيارهم وأفاضلُهم، ونقيضُ العبد (لا إصْر ولا غلظ عليه خالص) {الْحُرُّ بِالْحُرِّ} [البقرة: 178] وحَرَّر العبد: (أعتقه وجعله حرًّا) - {وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} [النساء: 92] وكذا كل (تحرير رقبة). والمحرَّر- كمعظّم: النَذِير من الأولاد لخدمة الله في مُتَعبّداته {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران: 35]: "عتيقًا من خدمة كل شيء سواك " [طب 6/ 329]. "لخدمة بيتك، لا يعمل للدنيا، ولا يتزوج، ويفرّغ لعمل الآخرة، ويكون في خدمة الكنيسة البِيعة " [آلوسي 3/ 133].
ومن الأصل "الحَرّ -بالفتح: ضد البرد (إما من خلوص الشمس بأشعتها إلى الناس عند عَدَم الغيم، وإما من أنها تحَرُّ الأبدان تكاد تسلخها وتُخْرِجُ عَرَقها المِلَح) والحَرُور: حَرّ الشمس، وقيل: استِيقادُ الحر ولَفْحُه نهارًا أو ليلًا {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ} [فاطر: 21]، {وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} [التوبة: 81]، وكذا ما في النحل: 81]. والحِرّة -بالكسر وكسحابة: أشدُّ العطش (حرارة في الجوف) وامرأة حريرة: حزينة مُحْرَقَة الكبد. ومن الأصل "اسْتَحَرّ القتلُ والموتُ: