الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَنَعها وظَلَفَها " (حَجَبها وغَلّفها).
°
معنى الفصل المعجمي (جف):
يبس الشيء المحيط بغريب عنه أو مباعدته إياه كما في جُفّ الطلعة وجُف ماء السماء - في (جفف) وهما غليظان بالنسبة للرقيق الذي يحيطان به (وهذا الاختلاف في طبيعتهما مباعدة)، وكما في تباعد العضدين عن الجنبين والسرج عن ظهر الفرس - في (جفو)، وكما في فراغ جوف الشيء أو رقته بالنسبة لمحيطه - في (جوف/ جيف)، وكما في الحركة السريعة (وهي انتقال عن الحيز وإفراغ له) في (وجف)، وكما في دفع الشيء بعيدًا - في (جفأ)، وكما في غطاء العين لها وهو جِلد غريب عنها - في (جفن).
الجيم واللام وما يثلثهما
•
(جلل - جلجل):
{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 78]
"الجُلّة - بالضم: وعاء يُتَّخَذُ من الخُوص يُوضَع فيه التمر يُكْنز فيها. وجُلّ الدابة - بالضم والفتح: الذي تُلْبَسُه لتُصان به. وجِلال كل شيء - ككتاب: غطاؤه نحو الحَجَلة. والجِلّ - بالكسر من المتاع: القُطُف والأكسية والبُسُط (ج: كرجال).
° المعنى المحوري
تغطية عظيمة أي واسعة (يقصد بها الصون)(1) كالجُلة
(1)(صوتيًا): تعبر الجيم عن جرم عظيم غير كثيف، واللام عن امتداد واستقلال، والفصل منهما يعبر عن تغطية عظيمة متسعة. وفي (جلو) تصبر الواو عن اشتمال، ويعبر التركيب عن نحو انزياح شامل كالطيّ والحوز إلى بعيد لمتسع عظيم كما في جلاء القوم =
المذكورة وجُلّ الدابة والجِلال الحَجَلة، والقُطُف والبسط والأكسية واسعة ويقصد بها الصون. ومن ذلك "الجليل: الثُمام "فهو نبت ضعيف (ينبت بَعْليا بانتشار) يُحشى به ويُسَدّ به خَصاص البيوت وتُغَطَّى به سُقُفها. وسدّ الخصاص، والحشو، وتغطية السُقُف كل ذلك يُقْصَد به الصون.
ومن التغطية الواسعة دون قيد الصون "الجِلّ - بالكسر: قصب الزرع وسُوقه إذا حُصد عنه السنبل "(فبقى هو يغطي وجه الأرض فحسب) وجَلَّلَ المطر الأرض: عمها وطبقها فلم يدع شيئًا إلا غطى عليه " (المصباح).
ومن ذلك الاتساع العظيم استعمل التركيب في التعبير عن العِظم المادي. "الجِلّ: نقيض الدِقّ - بالكسر فيهما. وفي عظم الكَمّ "جُلّ الشيء - بالضم: مُعْظَمُه "، وفي عِظَم المِساحة (العِرَض) "المَجلة: الصحيفة: فيها الحكمة " (عِرَض نسبي)، وفي عظم السنّ مع عِظَم البدن والقَدْر (وبينها نوع من التلازم) "تجالّت المرأة: أسنت وكبرت. وجَلّ الرجل: أسنّ واحتنك. وجَلّت الناقة: أسنّت،
= وكما في الجَلَى: انحسار الشعر من مقدم الرأس، وفي (وجل) تسبق الواو بالتعبير عن الاشتمال ويعبر التركيب معها عن اشتمال على خفيف الجرم من شأنه الاضطراب كالماء المستنقع في الوَجيل والموجِل. وفي (أجل) تسبق الهمزة بما لها من دفع ويعبر التركيب معها عن تجمع مؤقت (أي زائل منتقل غير دائم) كما في المأجِل الحوض لجمع الماء
…
وفي (جلب) تعبر الباء عن تجمع تلاصق مع رخاوة ما، ويعبر التركيب معها عن إلحاق (= إلصاق) بعد نقل أو امتداد (= اتساع. وفيه أيضًا غرابة) كجلب الإبل وكجُلْبة السكين (وهي ليست منها). وفي (جلد) تعبر الدال عن ضغط ممتد وحبس، ويعبر التركيب عن تماسك وتحبس، فينشأ الشيء مجسمًا عظيمًا كالجَلْس: الجبل. (عظم الشيء المتماسك يمثل التحبس واتساع الحيز معًا).
وجِلّة الناس والإبل - بالكسر: مسانّهم " (ج جليل).
ومن هذا العِظَم المادي مع الشمول جاء العِظَم المعنوي كما في "الجُلّى: الأمر العظيم "، وكما في وصفه تعالى بالجليل "وجلال الله تعالى: عظمته {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27 ومثلها ما في 78] وملحظ (الصَون) الذي ذكرناه في الأصل ثابتٌ بمعنى التنزيه له سبحاته فيقال "جَلّ عن كذا أي تنزه "قال الراغب "الجَلالة عظم القدر، والجلال بغير الهاء: التناهي في ذلك، وخُصّ بوصف الله تعالى فقيل ذو الجلال. والجليل: العظيم القدر ووصفه تعالى بذلك لأنه يجل عن الإحاطة به أو لأنه يجل عن أن يدرك بالحواس "اهـ. "وجل فلان في عيني: عظُم، فهو جليل وأجْللته في المرتبة: عظّمته ".
ومن تلك التغطية مع أثر الصيغة "الجُلْجُل - بالضم: الجرس الصغير (كرة نحاسية في جوفها حجر صغير أو نحوه تصوت إذا حُرّكت). وكذلك الجُلْجُلان: السِمْسِمُ في قشره، والحب الذي في جوف التين. وتجلجل في الأرض: ساخ فيها ودخل (فجلّلته أي أحاطت به)، وجَلْجَل الشيءَ: خلطه "فهي تغطية مترددة متكررة.
أما إطلاقهم الجَلَل - محركة على الشيء العظيم، والصغير الهيّن فقد جاء من الصيغة مع ما في الأصل من تغطية وإمساك في الجوف. فالجَلَل تكون بصيغتها صفة مشبهة باسم الفاعل كحَسَن وبَطَل وتدل على الشيء العظيم عِرَضًا أو سُمكًا في نفسه أو الذي يشمل شيئًا في جوفه ويغطيه، وتكون اسمًا دالًا على المفعولية كالحَصَد والنَفَض والحَفَر إلخ أي المحصود والمنفوض والمحفور فهي تدل على الشيء المشمول في الجوف المغطى كالسمسم في قشره. ومن هنا جاء