الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(خفو- خفي):
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} [النساء: 108]
"خَفا البَرقُ يخفُو خَفْوًا وخُفُوًّا، وخَفَى يخفِي (كرمى) وخَفِيَ يخفَى (كرضى) خَفْيا فبهما: برَقَ بَرْقًا خَفِيًا ضعيفًا معترضًا في نواحي الغيم [ل، تاج] فإن لمع قليلًا ثم سكن وليس له اعتراض فهو الوميض وإن شق الغيم -واستطال في الجوّ إلى السماء من غير أن يأخذ يمينًا ولا شمالا فهو العقيقة ".
° المعنى المحوري
استتار الشيء استتارًا ضعيفًا بحيث يظهر من وراء الساتر ظهورًا ضعيفًا أيضًا. كالبرق الموصوف. ومن هذا الظهور الضعيف بعد استتار "الخفيّةُ: الركيّة التي حُفِرت ثم تركت حتى اندفنت ثم انتُثِلَت واحتُفرِت ونُقيت (لا تكون بقوة ظهور المستحدثة). خفَى المطرُ الفِئارَ يخفِيهن: أخرجهن من جِحرَتهن (يلحظ أن الفئران دقيقة الأحجام فظهورها ضعيف) المختفى: النبّاش الذي يستخرج أكفان الموتى. وأخفِية النَوْر: أكِمّته واحدها خِفاء. والخِفَاء (أيضًا): رداء تَلبسه العروس على ثوبها فتخفيه به. والخوافي (من ريش جناح الطائر): ريشات إذا ضم الطائر جناحيه خَفِيت "الخ. ومن ذلك الأصل استعمل التركيب في الستر والظهور الضعيف. ولدينا هنا تلخيص مستحسن: ففي قوله تعالى: {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: 10]، "قال الأخفش المستخفي: الظاهر والسارب: المتوارى. وقال الفراء {مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ} أي مستتر و {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} ظاهر. كأنه قال الظاهر والخفي عنده جَلَّ وعزّ واحد. قال أبو منصور (: الأزهري) قول الأخفش: المستخفى الظاهرُ خطأ. والمستخفي بمعنى المستتر كما قال الفراء. وأما الاختفاء (يعني صيغة افتعل) فله
معنيان أحدهما بمعنى خَفِىَ (أي استتر) والآخر بمعنى الاستخراج، ومنه قيل للنباش المختفي. وجاء خَفَيْتُ بمعنيين وكذلك أخفيت. وكلام العرب العالي أن تقول خَفَيت الشيء أخفِيه أي أظهرته واسخفيت من فلان أي تواريت واستترت ولا يكون بمعنى الظهور. اه ويتمم. كلام الأزهري أن خَفِى (من باب تعب) تكون بمعنى الاستتار فحسب. {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)} [الحاقة: 18]، {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: 108]، {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ} [إبراهيم: 38] كل هذا بمعنى الستر. وفي قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: 15] قراءة الجمهور بضم الهمزة. والأقرب الأشيع أن تكون بمعنى أسترها. فيكون المعنى. أنها ظاهرة أي مقدماتها. وواقع التحلل من القيم العامة دينية وأخلاقية، وظهور الفساد، ودعمه على مستوى العالم، مع تسمية الفواحش والمنكرات بما يحسنّها (الحريات الشخصية وحقوق الإنسان إلخ) بل والظروف الطبيعية كل ذلك يؤكد أنها آتية، واللام في "لتجزى متعلقة بآتية على هذا التفسير لأخفيها. وجملة (أكاد أخفيها) اعتراضية
…
وهناك على هذا التفسير -أثر يقول أكاد أخفيها من (نفسي). وأرى فيه جفاء وأرجح أن تكون معرفة عن (نبيي)، وأما على تفسير أُخفيها المضمومة الهمزة بـ أظهرها، وكذلك على قراءة فتح الهمرة بهذا المعنى فهي خفية أي خفيةُ مَوعدِ الوقوع، والمعنى أكاد أظهرها أي أوقِعها، ولام (لتجزى) متعلقة حينئذ بـ أخفى. وفي [بحر/ علمية 6/ 218 - 219] تفصيل لبعض ما أجملته هنا. وسائر ما في القرآن من التركيب فهو من الخفاء الاستتار.