الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
° المعنى المحوري
(بؤرة متوقدة الأثناء) توقد أثناء الشيء الجسيم حِدّة مع غلظه في نفسه - كحُمْرة جَحْمَتى الأسد (والحمرة شدة) إذْ تبدُوان في صفائهما مع الحمرة والحدّة كجَمْرتي نار، وكالحرارة في المكان. ومنه الجحيم: كل نار عظيمة في مهواة {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} [الصافات: 97] وليس في القرآن من التركيب إلا (الجحيم).
°
معنى الفصل المعجمي (جح):
وجود الغلظ أو الحدة في باطن الشيء كما يتمثل في عظم بطن الكلبة المُجحّ، وحدّة طعم الحنظل - في (جحح)، وفي جفاف باطن الأرض الجحدة - في (جحد)، وفي حمرة عيني الأسد والإنسان في (جحم).
الجيم والدال وما يثلثهما
•
(جدد - جدجد):
{وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} [الجن: 3].
"الجَدَدُ - محركة: الأرض الغليظة/ الصُلْبة/ ما استوى من الأرض وأصحر لا رمل فيه ولا جَبَل ولا أَكمَة. والجَدْجَدُ - بالفتح: الأرض الغليظة/ الصُلْبة المستوية. والجَدّ - بالفتح والكسر وكسبب وجميل: وجهُ الأرض. والجُدّة - بالضم: ساحل البحر وضِفّة النهر وشاطئه. ومفازة جدّاء: يابسه/ لا ماء بها ".
° المعنى المحوري
عِظَم الجرم مع تماسكه مستويا ممتدًّا أو منبسطًا (1)
(1)(صوتيًّا): الجيم للجرم الكبير غير الصلب، والدال للضغط الممتد الذي يتولد منه الحبس ومن صوره استواء السطح والفصل منهما يعبر عن كثافة الجرم واستوائه كأنه ضُغط فكثُف وامتد وصلُب واستوى كالجَدَد من الأرض، والاستواء بحيث لا ينتأ =
كالأرض المذكورة فهي مادة كثيفة متماسكة فيعظم جرمها، وهي ممتدة طولًا أو اتساعًا كشاطئ البحر والنهر، وكالأرض المستوية والمفازة المذكورة. والاستواء منصوص عليه في أكثر الاستعمالات.
ومن مادى ذلك "الجادّة: المَحَجَّة المسلوكة (امتداد طولي مع استواء) وكذلك الجُدّة - بالضم: الطريقة في الجبل. (وفي السماء) وجمعُها كزُمَر {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27].
ومن المتانة اللازمة للتماسك "الجِدّة - بالكسر: نقيض البِلى ""ثوب جديد ومِلْحَفَة جديدة ". ولارتباط المتانة بالحداثة استعمل الجديد في المحدَث {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} [فاطر: 16]. وتأمل {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [الرعد: 5]، {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [السجدة: 10]
= الشيء عما يجاوره هو صورة الحبس هنا، وفي (جود - جيد) تعبر الواو عن الاشتمال ويعبر التركيب عن قوة امتداد المحتوَى أي أو خروج (= امتداد) ما هو عظيم (في بابه) بقوة كالمطر الجود. وفي (وجد) تسبق الواو بمعنى الاشتمال، ويعبر التركيب عن وقوع ما هو مادي أصلًا (قوي أو صلب) في الحوزة، وهو معنى الوجود، وكونه في الحوزة اشتمال. وفي (جدث) تضيف الثاء معنى خروج الغليظ منتشرًا، فيعبر التركيب عن نبث التراب ونحوه بقوة من أرض مستوية كما في حفر الجَدَث. وفي (جَدَر) تعبر الراء عن الاسترسال، ويعبر التركيب عن استرسال امتداد الصلب العريض (ارتفاعًا) كحال الجدار. وفي (جدل) تعبر اللام عن التعلق والاستقلال ويعبر التركيب عن التفاف الشيء بعضه على بعض باشتداد وتماسك مع تميز - كجَدْل الحَبْل وكما في المجادلة من اشتباك وعدم تيسر.
10]، {إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [سبأ: 7]، {أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا} [الإسراء: 49]. يستبعدون التئام أجسامهم وتماسكَها وعَوْدَها صحيحة مَتينة بعد ارفتاتها. وكذا سائر ما في القرآن من كلمة (جديد).
ومن الامتداد في المعنى المحوري "الجد أبو الأب "لأنه أصل تمتد منه الفروع.
ومن العِظم المادي يأتى عظم القدْر "الجَدّ - بالفتح بمعنى الحظ في الدنيا/ الحظّ والغنى في الدنيا/ الحُظوة والرزق "[تاج] فهذا انبساط حال. ومنه يؤخذ أيضًا معنى جلال القَدْر الذي عبروا عنه بالعظَمة. "الجَدّ: العَظَمة ""إذا قرأ سورتي البقرة وآل عمران جدّ فينا "أي جلّ قدره وعظُم. أما قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} [الجن: 3] فقد ذكر [طب التركي 23/ 312 - 317] في معنى (جد ربنا) أقوالًا:
أ) أمرُ ربنا أي تعالى أمره (= شأنه) عن أن يتخذ صاحبة أو ولدًا. ب) جلال ربنا وعظمته. ج) غِنَى ربنا (أي هو غني عن ذلك - أخذًا من أحد معاني الجدّ في اللغة وهو الغنى). د) الجدّ أبو الأب - على أن ذلك كان جهْلةً من كلام الجن أو كان من كلام جَهَلة الجن. هـ) ذكرُه عز وجل.
وأقول إن الصواب هو تفسير {تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} بـ (تعالى جلالُه وعظمته) وهو التفسير رقم ب هنا. أولًا: لأن هذا يؤخذ مباشرة من معنى العِظم المادي مع الاتساع والانبساط الذي استعمل العرب لفظ (جدد) فيه: "الأرض الغليظة الصُلبة/ ما استوى من الأرض وأصحر "(الاتساع لازم للاستواء). وثانيًا: لأن
لهذا نظيرًا صحيحًا هو أخذ (الجلال) و (الجلالة) - كسحاب وسحابة: بمعنى عِظَم القدر من الجِلال - ككتاب وهو ثوب عظيم الاتساع يغطَّي به كالحَجَلة، وكذلك، الجِلّ - بالكسر من المتاع: البُسُط والأكسية. وثالثًا: لأن لفظ جَلّ يستعمل للتنزيه [ينظر تاج جلل] والآية هنا أيضًا للتنزيه عن اتخاذ الصاحبة والولد. وتفسير {جَدُّ رَبِّنَا} بـ (جلال ربنا) هو الذي انتهى إليه [قر 19/ 9] بعد ذكره أقوالا أخرى. أما تفسير {جَدُّ رَبِّنَا} بأمره وشأنه فهو قريب وليس كافيًا، وتفسيره بالغنى أقل قربًا، وبالذكر - لا يؤخذ من ألفاظ الآية، والتفسير رقم (د) ذُكر في [قر] أيضًا، وهو سهو، ونسبته إلى الجن تتطلب من ناسبيه إليهم توثيقا. وليس في القرآن من التركيب إلا (الجُدَد)، و (الجديد)، و (الجَدّ)
ومن استواء الظاهر يتأتى "الجَدّ بمعنى القطع "الذي يتمثل في تجريد الشيء مما تفرع منه فيبقى على استوائه وعدم تشعبه (ينظر تم، وجبّ هنا). فمن ذلك "الجَدَاد - كسحاب وكِتاب: صِرَام النخْل، وهو قطع ثمرها (كانوا يقطعون العُذوق المتدلية من أصلها) و "الجَدّاء: الشاة المقطوعة الأذنين " (فيبقى رأسها أجمَّ مستويًا لا تشعب فيه) ومِلحفة جديد وجديدة: حين جدّها الحائك (النسّاج) أي قطعها، وثوب جديد في معنى مجدود يراد به حين جدّه الحائك أي قطعه (كذا قالوا، وقد قلنا إنه من المتانة) وحَبْل جديد أي مقطوع ". فكأنهم توسعوا فاستعملوا التركيب في مطلق القطع. ومما يتأتى أن يؤخذ من الاستواء (أو من القطع اللازم له) مع الجفاف (اللازم للكثافة أو الصلابة) قولهم "امرأة جدّاء: قصيرة الثديين. حَلُوبة (شاة، ناقة، أتان) جدّاء: لا لبن لها، لآفة أيبست ضرعها، وسنة جَدّاء: مَحْلة ".