الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعالى: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} [ق: 44] فالحشر سَوق من المقارّ ويزيد عليه الجمع: التضام في المكان المشحور إليه.
فهذا هو حشر يوم القيامة أي جمع الخلائق للحساب. وهو الذي جاء له لفظ الحشر فعلا واسمًا في كل القرآن عدا ما جاء لمعنى الجمع في هذه الدنيا. ومن حشر الدنيا هذا ما في [الأعراف: 111، طه: 59، الشعراء: 36، 53، النمل: 17، ص: 19، النازعات: 23] حَشر السَحَرة أي جمعهُم من شتَّى البلاد في قوله تعالى: {وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} [الأعراف: 111]، والطير أيضًا {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} [ص: 19].
°
معنى الفصل المعجمي (حش):
الجفاف (والخشونة) مع الانتشار كما يتمثل ذلك في الحشيش: يابس الكلأ -في (حشش)، وفي حاشية الثوب حافته الممتدة- في (حشي) وهذا الامتداد هو صورة من الانشار وقوة الحاشية هي التي تمثل الجفاف والخشونة هنا. وكما في الخلو مع كراهة وعدم أنس أو إلف- في (وحش)، وكما في قشر المنشر وإزالته- في (حشر)(والقَشر حدث خشن يقابل الجفاف هنا) بل إن القشر كثيرًا ما يترتب على الجفاف كما نلحظ من موت البقل ونحوه، وتقشر الطلاء عندما يتعرض للشمس مدة طويلة- دون رِيّ ذاتي أو حماية خارجية فالقشر يمكن أن يعد من لوازم الجفاف.
الحاء والصاد وما يثلثهما
•
(حصص- حصحص):
{الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} [يوسف: 51]
"حَصّتْ البَيْضَة (= كُمّة حديدية للرأس) رأسه: أذهبَتْ شعره سَحْجا. تَحصحَصْ الوبَر والزِئبِر (= ما يشبه الشعر على وجه القطيفة والثوب الجديد):
انجَرَد. ناقة حَصّاء: إذا لم يكن عليها وَبَر. والأَحَص من الرجال: الذي لا شَعَر في صدره. إذا ذهب الشَعَرُ كله قيل رجل أحَصّ وامرأة حَصّاء. وذنب أحص: لا شعر عليه ".
° المعنى المحوري
انسحاف الشعر ونحوه من اللطيف عن ظاهر الشيء الغليظ أو المتين فيظهر واضحًا قويًا أو صُلبًا خالصًا مما يغشاه (1)(جنس من القطع+ كشف وظهور+ غلظ أو متانة)(الغليظ كتلة كبيرة صلبة أو جافة) كانسحاف الشعر والوبر والزئبر عن الرأس والبدن ونسيج الثوب، فيظهر الرأسُ كتلةَ صُلْبة،
(1)(صوتيًا): تعبر الحاء عن احتكاك بعِرَض وجفاف، و (الصاد) عن غلظ وقوة، فحبر الفصل منهما عن صَلد أصم أملس، لكشف ما كان يغطيه كالأحص والحجارة. وفي (حصو - حصى) تعبر الواو عن الاشتمال والياء عن الاتصال وعبر التركيبان عن كون الصّلد ملتئمًا على نفسه صغير الجِرم كالحصى، وفي (حيص) تعبر الياء عن الاتصال ويعبر التركيب عن الحيود الشديد (امتداد مع استصحاب الشدة، والالتواء يبرز الاتصال). وذلك الالتواء هو مقابل الاشتمال والواو هي الأصل، وفي (حصب) تعبر الباء عن تجمع برخاوة وتلاصق ما، ويعبر التركيب عن لصوق نحو الحصا بظاهر الشيء ويتمثل ذلك في البَثْر والحصب. وفي (حصد) تعبر الدال عن حبس، ويعبر التركيب عن جفاف أو تمام ونهاية كالحصد. وفي (حصر) تعبر الراء عن الاسترسال ويعبر التركيب عن امتداد (= استرسال) الشدّ والشدة كما في الحَصر والحَصِير. وفي (حصل) تعبر اللام عن الاستقلال، ويعبر التركيب عن التجمع استخلاصًا في حيز مع تميز (استقلال) كما في الحصول. وفي (حصن) تعبر النون عن الامتداد في الباطن بلطف ويعبر التركيب عن كون تلك الشدة والصلابة محيطة بلطيف في الباطن تحصنه أو كونها سارية في الأثناء فيكون الشيء متين الأثناء كالحصن والدرع.