الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(خيط):
{حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40]
"الخيط -بالفتح: السِلْك. والمِخيط -كمنبر: الإبرة، المَمَرُّ والمَسلك. خاطَ الحيةُ: انسابَ على الأرض. "(السِلكة- بالكَسر: الخيط الذي يخاط به الثوب)
° المعنى المحوري
امتداد الجِرم -دقيقًا متصلًا ينفذ خلال أثناءه كما يُفْعَل بالخيط، وكانسياب الحية ممتدًّا، وقد يَشُقْ الرمل ونحوه. {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40]، الخِيَاط هو ما يخاط به (: الإبرة). يقال خِيَاط ومخِيُط. وسَم الخياط: ثُقْب الإبرة [قر 7/ 207]. {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]، أي حتى يتبين الليل من النهار. ويمكن حملهما على المعنى المادي، إذ "الصبح طريقه (من الضوء) معترضة في الأفق "[طب 3/ 510]. (فهو ضوء يمتد عَرْضا بعد ظلام ممتد عرْضا أيضًا).
"ومن ذلك المعنى "الخِيط "-بالفتح والكسر: جماعةُ النعام (سِرْب ممتد، وكما تقول العامة حَبْل من الطير).
•
(خطأ):
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]
"الخِطءُ -بالكسر: أرض يُخْطِئُها المطر ويُصِيبُ أخرى قُرْبَها. وخَطَأَتْ القِدْرُ بزبدها: رَمَت [ق] وخَطِئ السهمُ -كتعِب، وأخطأ: لم يُصِب. وأخطأ الرجلُ الطريقَ: عدل عنه ".
° المعنى المحوري
تخطِّي مَوقع الشيء أو تجاوزُه باندفاع. كالمطر يتخطى
تلك الأرض، وكزَبَد القِدْر يندفع منها خارجًا عنها، وكالسهم يتخطى الهدف مبتعدًا عنه. ومنه ما ورد في تفسير حديث: ولا يدخلُ منهم في دين الله إلا الخطيئةُ بعدَ الخطيئة: أي النادرُ القليل [ل حجل 152](كأنه تخطّى موقع الجمهور ومآلهم).
ومنه "الخَطَأ ضد الصواب "إذ هو تَخَط للوضع المقصود (كما يقال: فَاته كذا. والمكان الذي لم يُصَبْ وَسَطَ شيءٍ عامّ نسميه فَوْتة).
ولملحظ التخطى هذا استُعمِل التركيبُ كثيرًا في الخطأ ضد العمد {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً} [النساء: 92]{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5]، {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].
ولملحظ الاندفاع في تجاوز الموقع أو الحد في الأصل حمل التركيب معنى التَعَدِّي (عمدًا) أيضًا ولازمه الإثم. {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} [الإسراء: 31]، {إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف: 97]، {إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} [يوسف: 29]، {لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)} [الحاقة: 37]، {كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)} [العلق: 16] {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} [نوح: 25]، كل ذلك وسائر ما في القرآن من التركيب يفسر بالجرم والإِثم والذَنب. وليس في الأصل ولا الاستعمالات ما هو نص في التعمد إنما هو تعد وتجاوز. ويتأتى ملحظُ التعمد من الاندفاع. ونظيره {يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} [النساء: 17]، وتفسير الجَهَالة بالعمد [قر 8/ 90]. وأسهم الفرق في الصيغة بين خَطِئَ وأخْطَأ في صنع الفرق في المعنى.