الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحاء والميم وما يثلثهما
•
(حمم- حمحم):
{فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]
"الحميم: الماء الحار. والمِحَمّ -بالكسر: قُمْقُم صغير يُسَخَّن فيه الماء. والحَمّ -بالفتح: ما أُذيبَ من الألية إذا لم يَبْقَ فيه وَدَك (: قطع الدهن). وقد حَمَمْتُ الألْية: أَذَبْتُها. حَمّ التنُّور: سَجَره وأوقده ".
° المعنى المحوري
حرارة أو حدّة تسري في أثناء الشيء البارد حتى تعمه (1) كما في تسخين الماء وحَم ّالشحْم والتنَّور. وقوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} [الواقعة:
(1)(صوتيًّا): الحاء تعبر عن احتكاك بجفاف مع عرض، والميم تعبر عن التئام ظاهري بلطف ما، والفصل منهما يعبر عن حدّة تسري في الشيء حتى تشمله كالحميم والحَمّ. وفي (حمو) تزيد المدة الواوية معنى الاشتمال (على حِدّة) ويعبر التركيب عن حدة ذاتية في الشيء تمنع من قُربه كحمو الشمس. وفي (حمأ) تؤدي ضغطة الهمزة إلى التعبير عن كون الحدّة متولدة بالبقاء الطويل (ضغطًا) كما في الحمْأة: وفي (حمد) تعبر الدال بضغطها الممتد عن معنى الحبس ويعبر التركيب عن وجود المادة التي تكون بها القوة والشدة أصيلة أو لازمة (= محتبسة) في الشيء كالمنتجع الحمد. وفي (حمر) تزيد الراء التعبير عن الاسترسال ويعبر التركيب عن استرسال الشدة -كما في القشر المنتشَر وجلادة الحمار الدائمة على الحمل نقلًا. وفي (حمل) تعبر اللام عن امتداد واستقلال، ويعبر التركيب عن حوز الشيء، إقلالًا (أي رفْعًا) أو تعليقا كحمل الزبيل الشيء، وكالجنين في بطن الحامل.
41 -
43] فالحميم الحارّ من الماء (أو غيره)، وفُسّر اليحموم بالدخان الأسود، وبأنه ظُلةٌ من النار. كما قال تعالى:{لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: 16][ل]. وهذا أقرب إلى المعنى المحوري. ومن هذا (حميم) في [الأنعام: 70، يونس: 4، الحج: 19، الصافات: 67، ص: 57، غافر: 72، الدخان: 46، 48، محمد: 15، الرحمن: 44، الواقعة: 42، 54. 93، المعارج: 10، النبأ: 25] وسائره من الحميم: القريب الأتي بعد.
ومن ذلك المعنى المحوري "الحُمَّى والحُمَّة: عِلّة يَسْتَحِرّ بها الجسم "فهذه سخونة حقيقية. أما "احْتمّت عينُه: أرِقَتْ من غير وجع "فمن التوتر والحدّة أي عدم الفتور اللازم للحرارة.
ومن السواد اللازم اللاحتراق "حَمَّت الجمرة تَحَمّ -بفتح الحاء: صارت حُمَمَة أي فَحْمة ورَمادًا [التاج]، والحَمَّة -بالفتح: حجارةٌ سُود لازقة بالأرض تقود فيها (أي تمد فيها) الليلةَ إلى الثلاث (أي بقدر ما يقطعه السائر تلك الليالي) والحُمّة -بالضم: لون إلى السواد (بين الدُهمة والكُمْتة) والحِمحم -بالكسر وكتماضر، واليحوم: الشديد السواد ".
ومن سريان الحرارة وعمومها أثناء الشيء عُبّر بالتركيب عما تأخذ الإنسانَ فيه حرارةٌ "حَمَّه الأمر وأحَمَّه وأمر مُحِمّ: إذا أخذه منه زَمَع واهتمام "(كالحُمَّى) ومنه "الحامّة: خاصّة الرجل من أهله وولده وذي قرابته. والحَمِيم: القريب الذي تهتم لأمره "{وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا} [المعارج: 10].
ومن معنى سريان الحدّة في الشيء بعد ما كان باردًا لا يُشعَر به يتأتى معنى حينونة وقت الشيء وحضوره. كأن أصل ذلك أنه لما حان وقته شُعر به وقوى