الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الأضداد، ولا تضاد على الحقيقة: إذ الأساس إخراج ما في الحوزة، وهذا يتحقق في البيع والشراء معًا؛ إذ الفرق بينهما اعتباري: فإذا اعتُبر المُخرَج ثمنًا فهذا شراء، وإذا اعتُبر سلعة فهذا بيع. وعبارة الراغب هنا:"البيع: إعطاء المُثْمَن وأخذ الثَّمَن، والشراء إعطاء المن وأخذ المُثْمَن، ويقال للبيع الشراء، وللشراء البيع بحسب ما يُتصور من الثَمَن والمُثْمَن ". فإذا أضفنا أن البيع والشراء نشآ أولًا مبادلةً ومعاوضةَ سِلعة بسلعة، وأن النقود التي استُعملت في البيع والشراء نشأت متأخرة = تبيَّن سلامةُ تحديد معنى التركيب:{وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275]، {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} [البقرة: 282]. والمبايعة صفقة تُبذل فيها الطاعةُ مقابلَ الرعايةِ والأمنِ، أو ثوابِ الله وفضْله:{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10]. وأما "ابتاع الشيء: اشتراه "[المعجم الكبير] فهو من الأصل ولكن صيغة افتعل للاتخاذ قلبت المعنى. وبِيعَة النصارى - بالكسر: مكانُ بذل الطاعة من القلب، أو بيع النفس لله، كما كانت فرقة "الشُراة "تسمى نفسها. ودلالة الصيغة عل المكان كدلالة الحِلّة - بالكسر - عليه. وليس في القرآن من التركيب إلا (البيع) و (المبايعة) و (البيعة) كل بمعناه الذي ذكرناه.
•
(بعث):
{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]
"بعثه من نومه فانبعث: أيقظه وأهَبَّه. وبَعَثَ البعيرَ فانبعث: حلَّ عقاله فأرسله، أو كان باركًا فهاجه وأثاره. وانْبَعث في السير: أسرع ".
° المعنى المحوري
هو: إثارة (الحيّ) من مكان يلزمه بقوة فيندفع ناهضًا أو
مبتعدًا: كبعث النائم والبعير. ومن ذلك: (أ) بَعْثُ الموتى من القبور: {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس: 52]. وهو في كل القرآن بهذا المعنى - عدا ما في الفقرات التالية:
(ب) إنهاض رسول أو نبيّ، أو ملك، أو حَكَم، أو نقيب {ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ} [البقرة: 246]، {إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} [البقرة: 247] ، {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [البقرة: 213]، {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} [الأعراف: 103] ، {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} [الكهف: 19]، ومنه ما في [البقرة 129، 246، آل عمران 164، النساء 35، المائدة 12، 31، التوبة 46، يونس 74، 75: النحل 36، 84، 89، الإسراء 15، 94، الفرقان 41، 51، الشعراء 36، القصص 59، غافر 40، الجمعة 2].
(ج) والبَعْثُ: الإثارة والدفع نحو عمل شيء ما {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ} [المائدة: 31]، {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا} [الإسراء: 5] ، {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [الشمس: 12].
(د) بعث إنهاض بعد موت مؤقت أو نوم أو نحوه [البقرة 56، 259، الأنعام 60، الكهف 12، 19].
والبعث في آية الرأس هو إقامة ربنا عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام العظيم، يوم القيامة للشفاعة العظمى، أو شفاعته صلى الله عليه وسلم لأمته خاصة، أو أنه صلى الله عليه وسلم أول مَدْعُوّ، أو عامٌّ في كل مقام حميد. والأول أقوى. وهناك خاص أتفق مع الرافضين له [ينظر بحر 6/ 70 - 71].