الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحِدته أنه يَصير قِلْيا بالإحراق.
ومن ذهاب مادة التماسك جاء الاستعمال: "الحرَض -محركة: الذي أذابه الحُزْنُ أو العِشقُ (أو أَلحّ عليه المَرَضَ فأشرف على الهلاك) {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} [يوسف: 85]. ومنه "الحُرضة -بالضم: الذي يَضرِب للأيسار بالقِداح (لا يكون له منها نصيب مفروض إنما يُبين أنصبة غيره) وكذلك الحرَض- محركة وكمُكرَم: الساقط الذي لا يقدر على النهوض ".
ومن معنوى هذا: "الأحراض: السَفِلة. ورجل حارض: فاسد في جسمه وعقله ". (غير متماسك).
ومن خَرط الحدة والتماسك (أي إخراجها) استُعمل التركيب في استثارة الحدة "التحريض: الحثّ على القتال والإحماءُ عليه "وفيه أيضًا معنى التسيب إقدامَا واقتحامًا (وهذا من إزالة التماسك) ومنه كذلك يقال: "حارض فلان على العمل: واظب وواصب وداوم عليه {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} .
•
(حرف):
{إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ} [الأنفال: 16]
"حَرْفا الرأس: شِقَّاه. وحَرْفُ الجَبَل والسفينة: جانبهما. وحَرْف الشيء: جانبه. وحَرْف كل شيء: طَرَفه وشفيره ".
° المعنى المحوري
نهاية جانبٍ أو وجهٍ من الشيء يبدأ به جانب آخر -كالحرْف في ما ذُكر، وانتهاءُ الجانب انقطاع له. ومن هنا عبر التركيب عن نحو القطع من جانب الشيء أو منه، ومنه "حُرِف في ماله حَرفَه -للمفعول: ذهب منه شيء. والمُحرَف- كمُكرَم: الذي ذهب ماله، والمحارَف -بفتح الراء:
المحروم المحدود الذي إذا طَلَب لا يُرْزَق. والحرف -بالفتح: الناقة الضامرة أو المهزولة " (كأنما ذهبت طبقة من سُمكلها) ومنه أيضًا (الحُرَاف- كغراب حَيّة إذا أخذ الإنسانَ لم يبق فيه دم إلا خرج "(يذهب شطر البدن).
ومن الحرف: الجانب: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} [الحج: 11]: على ناحية وجانب من أمره على حالة معينة لا على كل حال {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} [الحج: 11] ومن الجانبية: "حَرَف عن الشيءِ (ضرب) وانحرف وتحرف واحرورف: عَدَل ومالَ إلى حَرْف أو جانب {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ} [الأنفال: 16]. وتحريف الكلم عن مواضعه مَيلٌ به يَصدُق بتغيير المعنى كما يصدق بتغيير اللفظ نفسه {ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} [البقرة: 75] هم علماء اليهود يحرفون التوراة فيجعلون الحرام حلالًا والحلال حرامًا اتباعًا لأهوائهم [قر 2/ 3] وينظر [قر 5/ 243، 6/ 115، 118 - آيات النساء: 46، المائدة: 13، 41] يتأولونه على غير تأويله.
ومن نحو الكشط من وجه الشيء: "الحرَافة: طعم يُحْرِقُ اللسان (كالكشط) والحُرفُ -بالضم: حبُّ الرَشَاد (لاذع).
ومن هذا "فلان يَحْرِفُ لعياله (كضرب) ويحتَرِف: يكتسب من هاهنا وههنا (يكشط من هنا شيئًا ومن هناك شيئًا) والحِرفة -بالكسر: الصناعة (وِجهةُ الكسب- من ذاك). وكمنبَر ومسمار: المِيلُ الذي يقاس به الجُرح (مقياس النقص والانقطاع أو الجانب) والحرفُ من حروف الهجاء "(قطعة صوتية غير مستمرة الامتداد، ويُطلق أيضًا على الكلمة وهو في هذه آصل).