الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمر وجوده بعد ما كان مغفولًا عنه كأنه عَدَمٌ أو مَيت، فهذا الشعور القوي بالشيء حدّة له، فعُبّر عن حينونته بما يعني الحدّة (ينظر أنى يأنِي). "أَحَمّ الأمرُ: حان وقته. أحم الشيء: دنا وحضر. حُمّة الفراق: قَدَرُ الفراق. حُمّ له ذلك: قُدّر. الحِمام- ككتاب: قضاءُ الموت وقَدَره " (ويلحظ الانتقال من معنى حينونة الشيء إلى معنى الحكم به). ومن هذا القرب وحضور الوقت استعمل في القصْد "حَمَمْتُ حَمّه: قصَدْت قصْدَه. حممت ارتحال البعير: قصدت ". ونظير أخذ القصد من قرب الشيء هنا قولهم "أمَّة: قَصَد ": مع "الأَمَم: مقابل الشيء، القُرْبُ. أخذته من أمم: من كثب ".
هذا و "التحميم: المتعة "(كأنه من الغسل بالماء الحميم: الحار -لأنه صورة من براءة الساحة).
أما "الحمام "كسَحَاب: فقالوا هو البَرِّيّ (1) وهذه الدواجن يمام، وميل بالعكس، وأرى أن ذلك البرّىّ هو الذي يسمىّ حَمَاما من نِفاره وعَدم (2) إلْفهِ، كما وُصِفت المرأة النفور من الريبة بأنها شموس، وحُرّة.
وكلاهما من الحرارة.
•
(حمو- حمى):
{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} [المائدة: 103]
"حَمْوُ الشمس وحَميُها -بالفتح فيهما: حَرُّها. وقد حَميت الشمسُ، والنارُ، والتنورُ -كرَضِى: اشتدَّ كُلٌّ منها. وحَمِى المسمارُ وغيره في النار: سَخُن. وحُمة العقرب والحَيّة والزُنْبُور ونَحْو ذلك (كقُلَة وأصلها حُمَوٌ أو حُمَىٌ والهاء عوض): شمُّها.
(1) عليه الجوهري وابن سيده وغيرهما ينظر ل.
(2)
ينظر عن فوائده الطبية القاموس وتاج العروس، وتذكره داود 1/ 118.
° المعنى المحوري
حدّة بالغة في الشيء تمنع الاقتراب منه: كالحرارة للشمس والنار {نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة: 11] وكذا ما في الغاشية 4]، {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [التوبة: 35] وكسُمِّ العقرب وغيرها يؤلم وَيضُرّ ويخيف منها. ثم استعملت الحمة في إبرة العقرب للمجاورة، لأن السُم منها يخرج " [التاج].
ومن تلك الحدة البالغة "حَمِىَ من الشيء وعنه -كرضى: أَنِف وغضب واغتاظ. وهو ذو حَميّة -فعيلة: غَضَبٍ وأنَفة {الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وحُميّا الكأس: سَوْرتها وشِدَّتُها. يقال سارت فيه حُمَيّا الكأس أي ارتفعت إلى رأسه ".
ومن تلك الحدة المانعة من الاقتراب: "حَمَى الشيءَ (رمى): مَنَعَه ودفع عنه. وحَمَاه الناسَ يحْمِيه إياهم: مَنَعه "(منهم) ومن ذلك "الحِمَى: موضع فيه كلأ يُحمَى من الناس أن يُرْعَى لا يُقْرَب ". ومنه أيضًا "حَمَى المريضَ الطعامَ الذي يضره: مَنَعَه إياه، وهي الحِمْية -بالكسر ".
ومن الحدّة المانعة من الاقتراب أُخِذَ معنى الحفظ. "الحامية: الرجلُ يحمِى أصحابه في الحرب. الحَوامي: صَخْر عِظام تُجْعل في مآخير طيّ البئر (حتى لا) ينقلع قُدُمًا، يحفرون له نِقارًا فيغمزونه فيها، فلا يدع ترابًا، ولا يدنو من الطيّ فيدفعه ". ومن هذا أيضًا "حَمُو المرأة وحمَاها: أبو زوجها وأخوه وكل من كان من قِبَله " .. فهذا من الحماية والحمُوّ أي أنهما يحمَيان لها. "والحامي: الفحل من الإبل يَضْرِب الضِرابَ المعدود (عشرة أبطن -أو يُلقِح ولدُ ولدِه) فيقال قد حَمَى ظهرَه (أي منعه) فلا يُرْكب ولا يمنع من ماء ولا مرعى {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا