الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباء والصاد وما يثلثهما
•
(بصص - بصبص):
"البَصيصُ: البريقُ. والبَصَّاصة: العين لأنها تَبِصّ. بَصّ الشيءُ يَبِصّ - بكسر عينه: بَرَق وتلألأ ولمع. وبَصّ كذلك: أضاء. وبَصَّصَ الجِرْو، وبَصْبَص: فتح عَيْنيه. وبَصْبَصَت البراعيمُ: تفتَّحتْ أَكِمَّة الرياض، والشجرُ: تفتح للإيراق ".
° المعنى المحوري
هو انبعاث بريقٍ أو شيء. جديد من مصدره أو ما كان يحتويه بقوة (1): كالبريق، والتلألؤ، والزهور، وجوهرة العين.
•
(بصر):
{هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 203]
"البَصَر - محركة: العين حِسُّ العين. والبَصْرة - بالفتح: الطين العَلِكُ/ العَلِك الجيد الذي فيه حَصًى، وأرض حجارتها جصّ/ كأنها جبل من جصّ. وفي الشاة بُصْرة - بالضم - من لَبن: أي أَثَرٌ قليل يُبْصِره الناظر إليه، (كذا). وبُصْر الجِلْد، والسماءِ، والأَرْضِ بالضم: غِلَظها/ سُمْكها - وغَلَب في جِلْد الوجه. والبَصْر - بالفتح: أن تُضَمَّ حاشيتا أديمين فيُخْرَزا، كما تُخاط حاشيتا الثوبين. والباصر: الملفق بين شُقَّتَين أو خِرْقتين ".
(1)(صوتيًّا): تعبر الباء عن تجمع رخو مع تماسك، والصاد عن نفاذ غيظ أو حادٍّ بقوة، والفصل منهما يعبر عن نفاذ شيء قوي أو حادّ من أثناء متجمعه، أي انبعاثه منها، كالبريق من العين. وفي (بصر) تعبر الراء عن استرسال، ويعبر التركيب معها عن امتداد في أثناء الشيء القوي (المتجمع) يمسك ويضم إليه كحس الرؤية مقلة مقلة العين، وعرق التماسك في الطين العَلِك والبصرة. وفي (بصل) تعبر اللام عن تعلق واستقلال ويعبر التركيب معها عن تركز النافذ الحادّ في الشيء فيلتف عليه، كالبصل.
° المعنى المحوري
هو: إمساكٌ أو التقاطٌ في أثناء المتجمع أو الممتد: كحس الرؤية في مُقْلة العين مع التقاط (صور) الأشياء أي رؤيتها وتحصيلها، وكالحصى في الطين العَلِك أو عرق التماسك الساري في الطين العَلِك والجصّ (1)، وكاللبن القليل يبقى في ضرع الشاة - فبقاؤه هذا كأنه امتساك في الضرع، وكقوة التماسك الساريةِ في الجلود. وسَرَيانِ خَيْط الخَرْز في الأديمين لجمعهما بإمساك بعضهما ببعض. ولعل هذا ما لحظ في "البصيرة: الشُّقة التى من قُطن أو غيره يعلقها الرجل على باب رحله، والتي تكون بين شُقَّتَي البيت ". ومنه "ثوبٌ جَيّدُ البُصْر - بالضم: قَوِيٌّ وَثِيجٌ (ثخين ومتين). والبَصيرةُ: الدِرْع، وكل مأ لُبِسَ جُنَّةً. والباصَرُ - كهاجَر: قَتَبٌ صغير مستدير " (فارغ الوَسَط للسنام)، (ينفذ اللابسُ في الدرع والجُنّةِ، والسنامُ في القَتَب. وحِفْظُ اللابس والراكب إمساك لهما). و "البصيرةُ: دم من الرميّة يستدير على الأرض " (تُتَّخَذ دلالة توصّل إلى مكان الرمية - وهذا الْتِقاطٌ وتوصيلٌ لحقيقة. (ويعبّر بالبصيرة عن دم القتل أخذًا من بصيرة الرمية).
ومنه: "بَصَره بسيفه: قطعه، وأُمِر به فبُصِر رأسُه أي قُطع - للمفعول. والفعل هنا للإصابة، أي إصابة الكتلة المتجمعة أو عمل الكتلة من قولهم: "بُصْر
(1) في المعجم الكبير أن (الجص) خامة الجبس تعالج معالجة خاصة وتعرف عند أهل صناعة البناء بالمَصّيص "وقال في (جبس): (الجبس هو الجص الذي تطلى به المباني/ يستعمل في تحضير المصيص الذي تبطن به جدران المباني قبل الطلاء ". وفي المنجد: الجصّ: ما يطبخ فيصير كالحجارة فيبنى به وتسميه العامة الجفصين (يونانية) اهـ
كل شيء - بالضم: غِلَظه "فالبَصْر: القَطْع يَفْصِل من المبصور كتلةً كما في بَصْر الرأس.
ومن البصَر (: حِسّ الرؤية) جاءت استعمالات التركيب في القرآن الكريم بهذا المعنى ومشتقاته {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]، {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} [القصص: 11]، {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ} [الحاقة: 38، 39] {وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12] أي مضيئة تمكّن من الإبصار. ومما هو بمعنى حسّ الرؤية بالعين هذا وما أخذ منه مباشرة كل كلمات (بَصَر) وجمعها (أبصار)، والفعل (بَصُر)، و (أَبْصَرَ) ومضارعاهما، والفعل (يُبَصّر)، والصفات (مُبْصِر)، (مبصِرة)، (بصير) - على ما يليق به تعالى إذا كان هو الموصوف، وصيغة التعجب (أبصِرْ).
• ولما في البصر من الرؤية والكشف جاء "البصيرة: نظر القلب/ الفطنة "، فهي رؤية قلبية {عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]: على معرفة وبيّنة ويقين، {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة: 14] هو البصير كما تقول: أنت حجة على نفسك/ شاهدٌ [قر 19/ 99]. {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأنعام: 104]: آيات وبينات يُبْصَر بها ويُستَدَلّ، جمعُ بصيرة وهي الدلالة [قر 7/ 57] ومثلها كل (بصائر) في القرآن. {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً} [ق: 7، 8] في [قر 17/ 6] أنها تعني: جعلنا ذلك تبصرةً لندُلَّ به على كمال قدرتنا أي تبصيرًا وتنبيهًا. {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 59]: آتيناه الناقة آية مبصرة، أي تمكنهم من الإِبصار والاهتداء، لوضوح المعجزة فيها غاية الوضوح.