الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كل شيء. وسويق حُثٌّ ليس بدقيق الطحن، وكُحْل حُثٌّ كذلك، وتمر حُثٌّ: لا يلزق بعضه ببعض ".
° المعنى المحوري
تسيب الشيء قطعًا جافة خشنة -أو نفاذه ونشوءه كذلك (1): كما هو واضح في الحُثّ بمعانيه، ومنه "حَثّه: أعجله في اتصال (كأنما جعله أو دفعه ليتسيب أي يسرع، فالبطيء كالمقيد، وقد يُؤَوَّل الحث بالمخاشنة). وحثْحَثه كحَثه وحَثَّثه: حَضَّه. والحثحثة: الحَرَكة المتداركة (تسيب متوال) وقَرَب حثحثات: شديد ليس فيه فتور. {ولَّىَ حَثِيثًا} : مسرعًا حريصًا. ورجل حثيث ومحثوث: جادٌّ سريع {يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} . ومن الحركة الخشنة: "حثحثت المِيلَ في العَيْن: حَرّكه "(حساسية العين تجعل كل حركة فيها خشنة)[المِيل: قضيب من الزجاج دقيق ناعم].
ثم قالوا: "ما ذقت حَثاثًا أي نومًا "وأرى أن المقصود به النومُ القليل بدليل قوله "نَومٌ حِثاث -ككتاب أي قليل "فمثل هذا النوم متقطع عن قلق أو انزعاج أو تعب.
•
(حوث- حيث):
{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 149].
(1)(صوتيًّا): الحاء للاحتكاك على جفاف وعِرَض، والثاء للتعبير عن قِطَع دِقاق كثيفة، والفصل منهما يعبر عن تسيّب الشيء قطعًا خشنة كما في الحُثّ: الرمل الغليظ اليابس الخَشِن. وفي (حوث - حيث) تعبر الواو عن اشتمال والياء عن اتصال فعبرت (حوث) عن اشتمال ما يشبه الرمل من تراب ونحوه - تركمًا كالحوثاء الكبد فهي دم متجمد، أو تغطية لشيء. وعبرت (حيث) عن المكان الذي يصدر منه الشيء (أو يستمد).
[قال كثيرون إن حيث أصلها حَوْث (ل، تاج] كما أنه ليس في باب حيث إلا استعمالها هي ظرف مكان].
"أحاث الأرض واستحاثها: أثارها [ق]، استحاث الأرضَ: إذا ضاع فيها شيءٌ وطَلَبَه منها. والاستحاثة: الاستخْراج. [تاج]. استَحَثْثُ الشيءَ: إذا ضاع في التراب فطلبته، وهي كالانتباثة ".
° المعنى المحوري
إثارة التراب المتراكم ونحوه طلبًا لما هو موجود تحته. كما هو واضح. ومنه (حيث) ظرف مكان للشيء أي المكان الذي يوجد فيه الشيء ويُخرَج أو يصدر منه -كما في آية الرأس. وهو لازم للظرفية، و (ما) بعدها تجعلها لعموم الأماكن التي يحلها الإنسان {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 150] أي في أي موضع كنتم [ينظر بحر 1/ 305، 603 - 604] وكذلك كل {وَحَيْثُ} ، (حيثما) في القرآن. {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 222]: من الجهة التي أمر الله تعالى وهو القبل، لأنه هو المنهي عنه في حال الحيض [بحر 2/ 179]. {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] هذا إنكار على الذين قالوا {لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ} [الأنعام: 124] فالله تعالى هو الأعلم بالجهة التي يضع فيها رسالته، وقد وضعها في مَنْ اختاره لها وهو محمد صلى الله عليه وسلم. وظرفية (حيث) هنا مجازية. المقصود بها شخصه صلى الله عليه وسلم[ينظر بحر 2/ 218] وأرى أن ظرفية (حيث) تشمل اللغة التي صيغت بها هذه الرسالة.
ومن يبث المتراكم يتأتى معنى التَفْريق. "أحاثه: حَرَّكه وَفرَّقه. تركهم حَوْثًا بوثًا: إذا فَرَّقَهم وبددهم ".