الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و "قرأ "تستعمل للقراءة من مكتوب ومن غير مكتوب، بصوت وبغير صوت. فإذا عُدّيا بـ (علي) فهما بصوت ولا بد. وقد أشار أبو هلال (1) إلى فرق آخر خلاصته أن التلاوة تكون في ما يطول أي يكثر من الكلام. ووجود عنصر التلاحق أخذًا من الاتباع واللحوق في استعمالات التركيب = يتيح ذلك.
وقال الراغب: إن التلاوة أخص من القراءة لأن التلاوة تختص بما يُتْبع. وقال في هذا السياق: "فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة [فإنه] لا يقال: تلوت رقعتك. وإنما يقال في القرآن في شيء إذا قرأته وجب عليك اتباعه "اهـ. وأنا أكاد أقطع بأن الأمر التبس علي الإمام؛ فإن الذي منع "تلوت رقعتك "هو أن التلاوة لا تكون إلا بصوت، والرقعة المرسلة من شخص إلى شخص خاصة ليس الشأن فيها أن تقرأ علنًا، فهذا هو الذي منع، لا أن الرقعة ليست مما يتبع.
°
معنى الفصل المعجمي (تل):
التكديس (ركما) كما يتمثل في التل المكبوس (ليس خلقة) في (تلل)، وفي معنى التراكم الذي في اللحاق - في (تلو)، بل إن معنى الضغط إلى أسفل متحقق في (تلو) أيضًا من حيث إن كون التلو من الخلف يناسب كون التكديس كبسًا إلى أسفل.
التاء والميم وما يثلثهما
•
(تمم):
{رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم: 8].
"قمرُ تَمام - كسحاب وكتاب: إذا تَمَّ ليلة البدر. وولدت المرأة لتَمام: إذا
(1) في الفروق (تحـ عيون السود) 38 - 39، 75.
ألقته وقد تَمَّ خَلْقُه. وقد أتمّ القمرُ: امتلأ فَبَهَر، والنبتُ: اكتهل. والجَذَعُ التَمَمُ - محركة: أي التامّ الخَلْق. والتَميم: التامُّ الخَلْقِ الشديدُه من الناس والخيل، والطويلُ، والصُلْبُ والمستَتِمّ: الذي يطلب الصوف والوبر ليُتم به نسيجَ كسائه. والصوفُ أو الوبر الموهوب لهذا يسمي تُمة - بالضم ".
° المعنى المحوري
هو استيفاء جِرم الشيء حَجْمه متميزًا عن غيره (1): كالقمر ليلة البدْر، وكالتامّ الخَلْق من الناس، والخيل، والنَبْت - تامة الجرم. ومنه: "التميمة: العُوذَة (أي الحافظة للجسم والشخص حالَه فلا يصاب بما ينقصه). وتتامت إليه قريش: أجابته وجاءت متوافرة متتابعة. وليل التَّمام - ككتاب: أطول ما يكون من ليالي الشتاء: {..... وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142] أي بلَغها كاملة، {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَي اللَّيْلِ} [البقرة: 187]. {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: 115]: كَمُلَت من الصدق والعدل [طب 12/ 62]. {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} [الأعراف: 137]: وَفَي وعدُ الله الذي وعد بني إسرائيل بتمامه على ما وعدهم [طب 13/ 77]. {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119] نَفَذ قضاؤه وَحقَّ أمره (البحر). وفي {وَإِذِ
(1)(صوتيًّا): التاء للضغط الدقيق، والميم لاستواء ظاهر الجرم، والفصل منهما يعبر عن التئام الجرم على كمال (أي انفصال وتميز عن غيره بسبب كماله) كقمر التمام. وفي (يتم) تعبر الياء عن الاتصال، وكأن الانقطاع الذي في (تم) وقع علي الاتصال، فعبر التركيب عن انفراد الشيء وانقطاعه عما يتصل به عادة كالرملة المنفردة عن غيرها، وكاليتيم الذي أُفرد بموت أبيه.