الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحاء والباء وما يثلثهما
•
(حبب - حبحب):
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] الحَبّ -بالفتح: حَبّ البُرّ والشعير والعَدَس والأُرْز إلخ معروف. أَحَبّ الزَرْعُ وأَلَبَّ: دخل فيه الأُكُل وتَنَشَّأَ فيه الحَبّ واللُّب. وتحبَّبَ الحمارُ وغيره: امتلأ من الماء. واستحَبّت كَرِشُ المال: أَمْسَكَت الماءَ وطال ظِمْؤها " (المال هنا: الإبل).
° المعنى المحوري
تجمع الدقيق أو اللطيف مكتنزًا معًا (1): كما في حَبّ
(1)(صوتيًّا): الحاء للاحتكاك بجفاف واتساع فيعطي معنى العرض والصلابة، والباء للتجمع مع تلاصق ما والفصل منهما يعبر عن التجمع والتماسك الشديد مع رقة ما، كما في حب الحنطة ونحوه (كأنه دقيق متماسك)، وفي (حوب) تعبر الواو عن اشتمال (جمع) ويعبر التركيب عن التجمع مع جفاف نضوبٍ ويلزمه العجز والثقل كالحوبة بالفتح أو الضم: المرأة الضعيفة الزَمِنة. ومنه أخذ تعبير التركيب عن الإِثم. وفي (حبر) تعبر الراء عن الاسترسال، ويعبر التركيب عن أثر يدوم من تجمع لطيف كالحِبْر الوشي والأرض المحبار، وفي (حبس) تعبر السين عن نفاذ بدقة وحدّة والتركيب معها يعبر عن وقوع الجمع على ما نفذ في الأثناء فيتجمع بذلك ولا يتصرف كما في حِبْس الماء. وفي (حبط) تعبر الطاء عن ضَغْط وغلط، ويعبر التركيب معها عن انضغاط ذلك المتجمع من كثرته على فَساد وانقطاع كما في الحَبَط. وفي (حبك) تعبر الكاف عن ضغط فتوري دقيق في الأثناء والتركيب معها يعبر عن أن الجمع يتم بشد الشيء من وسطه وهو كأثنائه كما في الحَبْك. وفي (حبل) تعبر اللام عن امتداد واستقلال والتركيب معها يعبر عن تحصل ما تجمع في الأثناء بامتداد متميزًا (= مستقلًا) كالحبل في ذاته وشَدِّه الأشياء وكما تعْلَق الحُبْلَى جنينًا في بطنها.
الزرع. وكامتلاء كرش الحمار، وإمساك كرش البعير الماء. فمن حب الزرع {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [الرحمن: 12]. ومن المعنى "حَبُّ الغمام: البَرَدُ (ماء متجمع متجمد)، وحَبَاب الماء: موجُه الذي يتبع بعضه بعضًا "(فهو تجمعات لطيفة متوالية، وقد فُسِّر الحَبَاب بالفقاقيع فإن ثبت ذلك فيكون لأنها تنشأ على رءوس الأمواج أي للمجاورة). ومنه "حَبّ البعيرُ: وَقَف. وحُبَّ -للمفعول: أُتْعِبَ. وأَحَبَّ: بَرَك فلم يَثُرْ لكسر أو مرض أو حِران "(الوقوف والبروك تجمع وتماسك ولزوم وعدم انبساط). ولهذا التماسك وعدم الانبساط قيل "الحَبْحبة: جرى الماء قليلًا قليلًا ".
والحُبُّ ضد البغض من ذلك التجمع والتلازم إذ هو تعلق القلب بالمحبوب، وملازمته إياه ماديًّا أو فكريًّا، وهذا تجمع وتلازم {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]. وكل ما في القرآن من التركيب هو من الحُبّ عدا كلمة (حَبّة) فهي من حَبّ البرّ ونحوه والخردل.
وفي قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} [ص: 32] لعل المعنى قَعَدْتُ أو لَزِمْت مكاني حُبًّا في الخير بسبب تذكري نعمةَ ربي. أي جلس يتمتع بمنظر الخيل على أنها من نعمة الله عليه. ومن قصه مع النمل {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [النمل: 19] قد نستطيع أن نقول إن تلك كانت عادة سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام أن يتذكر المنعِم عند تجلى النعمة له ويفرح بها فهذا من شكرها. (انظر مسح). والتفسير الأخر (أحببت) بقلبي، وتكون (حب الخير) لبيان النوع.