الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما الحَوْثاء الكَبِد، أو الحَوْثُ عِرْق الحَوْثاء للكبد -فلعل سر تسمية الكبِد حوثاء أنها دم متراكم متجمد معًا. وقام التجمد مقام خشونة التراب وجفافه.
°
معنى الفصل المعجمي (حث):
تسيب الشيء قطعًا جافة صغيرة كالرمل اليابس الخشن -في (حثث)، وكالتراب المتراكم- في (حوث).
الحاء والجيم وما يثلثهما
•
(حجج- حجحج):
{فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} [آل عمران: 20]
"الحَجَج -محركة: الوَقْرة في العظم (1). والحُجُج- بضمتين: الطرُقُ المُحَفَّرة. وحِجَاج العين- ككتاب وسَحَاب: العظم المُطْبِقُ على وَقْبَتِها "كَنَّت الضَبُعُ أولادَها في حِجَاج عَيْن رجل من العماليق (زعموا): أي عَظْمِ العين المحيط بالحدقة. وجلس كذا وكذا نَفَرا في حِجاج عين السمكة التي قَذَفَ بها البَحر " [انظر ل].
° المعنى المحوري
تجوف كهفي صُلب أو مَتين (يحمي ضعيفًا في داخله)(2) - كحِجاج العين (يحمي مُقْلَة العين بكل ما حولها) وكوقرة العظم
(1) جاء في ل "الحجة -بالفتح والكسر: ثُقبة شحمة الأذن أو خَرزة أو لؤلؤة تعلق في الأذن "اه وكلاهما معنى احتمالي مستنتج. قال [في المقاييس 2/ 31]"وفيه نظر ".
(2)
(صوتيًّا): الحاء للاحتكاك بجفاف وعرض (يتحصل منهما هنا عرض الشيء مع جفافه) والجيم للجرم المتجمع الهشّ مع حرافة ما، فيعبر الفصل منهما عن نحو الكهف الصُّلْب للشيء الضعيف كالحِجاج للعين. وفي (حوج - حيج) زيد معنى الاشتمال أو الإمساك فعبر التركيب عن فراغ حوزة يتطلب الملء كما عند المُحْوِج. وفي (حجب) =
وحُفَر الطريق.
ومنه "رأس أَحَجّ: صُلب (شديد محكم على ما فيه. وأعلى الرأس قِحْف صُلْب تحته تجوّف كهفي) واحتجّ الشيءُ: صَلُب (ظاهره). ومه "حَجَّ الجُرْحَ: سَبَره ليعرف غوره ". (فهذا دخول لشيء صلب في تجوف كالكهف فهو من الإصابة. (والعامة تقول الشمس حَجَّتْ أي غَرَبت أي أنها دخلت في تلك الفَجْوة التي في نهاية الأفق) ومنه "حَجَّ البيت: قصده (زاره)(دخل حَوْزَته وحَرَمه. ولعل الأصل كان دخول البيت (: الكعبة) كما في الآية الآتية. وفي تخصيص الحجّ بزيارة بيت الله الحرام -زاده الله تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة وبرًّا- إشارة إلى أنه كهف ومأْمَن (صُلْب) لمن دخله قال تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97] ويترجح لدىّ -أخذًا من أن المعنى اللغوي المحرر للحج هو الدخول، ومن هذه الآية أيضًا، أن الحج كان يحصل في الزمن الأول بدخول الحاج البيت (الكعبة نفسها) دخولًا حقيقيًا، ثم طرأ ما جعلهم يقتصرون على دخول حيّزه وحَرَمه. ويؤيد هذا ما روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمنى أن يعيد بناء البيت ليضيف إليه ما تركت قريش منه، وليجعل له بابين يلصقهما بالأرض، لأنهم رفعوا بابها "تَعَزُّزًا لئلا يدخلها
= تعبر الباء عن معنى التجمع مع تلاصق ما، ويعبر التركيب عن حائل لاصق بالشيء يستره كالحجاب، ولا (حجر) عبرت الراء عن الاسترسال، ويعبر التركيب عن صلابة تمنع النفاذ والاختراق كأن ذلك من التداخل الشديد. ولا (حجز) تعبر الزاي عن معنى الاكتناز والازدحام، ويعبر التركيب عن حائل شديد بين شيئين أو بين الشيء وما يراد حجزه عنه كما في حُجَز الثياب والأُزُر والحجْز بين المتقاتلين.
(أي الكعبة) إلا من أرادوا " [الجامع الكبير للسيوطي مخطوط جـ 2/ 736 و 746] ويؤخذ مما في [الدر المنثور 2/ 270 - 272] أنه منذ الجاهلية كان مَنْ جَرَّ جريرة قَتَل أو سَرقَ إلخ ثم لجأ إلى الحرم لم يُهيَجْ ولم يعاقَب حتى يخرج بنفسه، فقطعوا السبيل إلى ذلك برفع باب البيت فلا يُدْخَل إلا بسُلّم. وهذا يتطلب إجازة السَدَنة ومن بيده مفتاح الكعبة. {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة: 125] {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]. والذي في القرآن من هذا التركيب هو (أ) حج البيت كما في هذه الآية، وكلمة (الحجّ) وما في [آل عمران 97، والتوبة: 19] وكلمة {حِجَجٍ} جمع حِجَّة بمعنى عام- وهي من أن الحج لا يكون إلا مرة كل عام ب). "الحُجّة -بالضم: البرهان "وهي من المعنى المحوري كأنها ظرف قوي صلب للرأي يحفظه ويدعمه. و "المحاجّة: المجادلة "من هذا كلٌّ يأتي بحُجَّته {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ} [البقرة: 258]. ومنه كل الفعل {حاجّ} ومضارعه، و {يتحاجون} وكل كلمة {حُجَّة} بالضم.
ومن الأصل "حَجَّجَ الرجل: نَكَص "(تراجُعٌ وغثورٌ إلى الخلف أو إلى ما يظنه مأمنًا) -وكذا "حَجْحَجَ ": أراد أن يقول أو يندفع وَفْقَ ما في نفسه ثم أمسك (تراجع وارتداد إلى الجوف)، "وعن الشيء: كفّ وتوقف وارتدع. وتحجحجوا بالمكان: أقاموا به فلم يبرحوا ".
وأما حَجَّ بمعنى قصد، وزار فمن الغثور في جِرمٍ تجمَّعَ أي الاتجاه إلى وسطه وهي في هذا قريبة من عَمَد [انظر التركيب] إلا أن (عَمَد) نصٌّ في عقد النية بالقلب على شيء وأقوى في ذلك.