الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباء والدال وما يثلثهما
•
(بدد - بدبد):
"البِدَادان في القَتَب - الواحد ككتاب: شِبْهُ مِخْلاتين تُحْشَيان وتُشَدَّان بالخيوط إلى ظَلِفَات القَتَب وأَحْنائه - تحت الخشب - لئلا يُدْبِرَ الخشبُ البعيرَ. وهما أيضًا البِدّان، الواحدُ بِدٌّ - بالكسر. والبَدَدُ - محركة - في الناس: تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما. رجل أَبَدّ وأمرأة بداء: كثيرة لحم الفخدين. والبَدِيدة: المفازة الواسعة ".
° المعنى المحوري
هو: تفريقٌ ممتدٌ أو إبعادٌ دائم يلزمه حدوث فراغ (1): كما
(1)(صوتيًّا): الباء للتجمع الرخو مع تلاصق، والدال للضغط الممتد والحبس، والفصل منهما يعبر عن التفريق بين الأشياء (أي حبس بعضها عن بعض كما يفعل البداد إذْ يُشَدُّ على خشب القتب ليحول بينه وبين بدن البعير. ويلزم التفريقَ الفراغُ. وفي (بدو) تعبر الواو عن اشتمال؛ ويعبر التركيب عن احتواء ذلك المتفارق الممتد على ما بينه كبدوتي الوادي. وفي (بدأ) عبرت الهمزة عن ضغط، وعبر التركيب عن وجود الشيء (اندساسًا) في الفراغ أي لأول مرة، كالبئر البدئ. وفي (أبد) سبقت الهمزة بالضغط وعبر التركيب عن البقاء بلا حد (امتداد) كأنه في فراغ بلا حد. وفي (بيد) عبر التركيب بتوسط الياء عن اتصال الفراغ امتدادًا كالبيداء. وفي (بدر) تعبر الراء عن الاسترسال، ويعبر التركيب عن تزايد الطارئ (المندس الممتد في الفراغ) مسترسلًا نحو الكمال كالبدر. وفي (بدع) عبرت العين عن التحام مع رقة ولمعان، ويعبر التركيب عن جدّة الطارئ - أخذًا من حدّة اللمعان أو عدم السبق = طروءٌ على فراغ). وفي (بدل) عبرت اللام عن الاستقلال، ويعبر التركيب عن حلول شيء وقيامه في مكان آخرَ (غابَ). =
يُبْعد البِدادان الظَلِفاتِ عن بدن البعير، وكما في البَدَد والبادَّين حيث يتباعد الفخذان بعضُهما عن بعض عند المشْي من كثرة لحمهما. والبديدةٌ فراغٌ ممتد، أي مفارقة ممتدة.
وهناك استعمالات أخرى بمعنى التفريق أو المفارقة والمباعدة، قالوا:"بَدَّدَ - ض: نَعَس وهو قاعدٌ لا يرقد "(مفارقة ومجافاة للفراش)، "أَبَدَّ يده إلى الأرض فأخذ منها شيئًا (مدها فأبعد المد)، وأبدَّ نظره: مَدَّه. كذلك "، "كان يُبِدُّ ضبعيه في السجود (من أَبَدّ): أي يجافيهما. والتبديد: التفريق (بعثرة، وعبر به عن لازمه وهو الإتلاف والتضييع).
والتفريق يلزمه انفراد كل مما تفرق. ومن هنا "استبد بالأمر: انفرد به دون غيره "والسين والتاء للاجتهاد في تحصيل ذلك.
وقولهم: "لا بُدَّ من ذلك: لا فراق منه "(أي هو لازم لا يُتَخَلَّى عنه - كقولهم في الملازمة والاستمرار: ما زال وما انفك وما برح. فعبروا عن الملازمة بنفي الزوال والمفارقة)"والبديدة: الداهية "(تُفَرق - وتجتاح فتُفْرِغ).
أما قولهم: "البَدّ: التعب. بدّد - ض: أَغْيا وكَلّ "فهو: إما من فراغ القوة، وإما من التوقف عن العمل (كَلالًا) وهو فراغ، وصيغة فعّل هنا بمعنى تفعّل - كبيّن بمعنى تبين [ينظر ل بين، وتسهيل ابن مالك 198].
= وفي (بدن) تعبر النون عن امتداد لطيف في الباطن، ويعبر التركيب عن تكتل الشيء وتجسُّمه (كأنما دُسّ في فراغ باطنه ما جسّمه - كما في كتلة بَدَن الحي التي تتفرع منها أعضاؤه).