الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَخِذَى الدابة. الحاذ والحال: ما وقع عليه اللِبْد من ظهر الفرس ".
° المعنى المحوري
ضم مع تواز وامتداد: كما هو حال الحاذ من الإنسان والفرس بما فيه من إحاطة ممتدة متوازية، وكذلك الحاذان ممتلئان ومتوازيان (عرّفهما في اللسان بأنهما "لحمتان في ظاهر الفخذين تكونان في الإنسان وغيره "أي أن الامتلاء ملحوظ وهو ضَمٌّ. ومن ذلك "حَاذَ: حَاطَ. أَحْوَذَ ثوبه: ضمه إليه. وأمر مَحُوذ: مَضْمُوم محكم " {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 141]: نَحُطكم ونَضُمّكم "استحوذ عليهم الشيطان "استولَى عليهم وغلبهم. وردهما [قر 5/ 419] إلى الغَلَب، وهو لازم المعنى.
ومن المادّي "أحوذ الصانع القِدحْ: أخَفّه "فهذا ضمور وهو تضامٌ.
ومن الضم المعنوي "الأَحْوذِيُّ: المنكمش الحادّ الخفيف في أمره المشمِّر في الأمور القاهر لها لا يَشِذ عليه شيء. وأحوذ قصيدته: أحكمها.
ومن استعمال "الحاذ "على المثل قوله صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على الناس زمان يُغْبَط الرجلُ فيه لخفّة الحاذ كما يُغْبَط اليومَ أبو العشرة "ضرب صلى الله عليه وسلم قِلّةَ لحم الحاذ (= متن الظهر) مثلًا لقلة ما يضمه الرجل (أو يحمله على ظهره) من الأولاد. وحال زماننا هذا يجعل هذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.
•
(حذر):
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71]
"الحِذْر: -بالكسر: الأرضُ الغليظةُ من القُفِّ الخَشِنَة، وأعلى الجبل إذا كان صُلبًا غليظًا مستويًا ".
° المعنى المحوري
تَوَتُّرُ أثناءِ الشيء أي اشتدادها وتداخلُ بعضِها في
بعض مع غلظة ظاهره -كتلك الأرض والجبل. ومن ذلك الأصل "الحَذَر- محرّكة وبالكسر: الاحزاز ورجل حذر- ككتف .. : متيقظ شديد الحذر ". (فالاحتراز والتيقظ: انتباه وتوتر أعصاب وشدها كما يقال، ويلزمه إعداد السلاح لمواجهة العدو المباغت). وليس في التركيب تعبير عن الفزع أو الخِيفة إلا بقدر أنّ هذه تسبب الحذر -على عكس ما في عبارة [ل]. قال تعالى: {خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71 وكذا ما في 102] أي احذَروهم أو خُذُوا السلاحَ حَذَرًا -[قر 5/ 273]{وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} [الشعراء: 56] قرئت حَذِرون أي مُجْتَمِع مستعدّ قد أخذنا حِذْرنا وأسلحتنا. وقرئ "حاذرون "قال [قر 13/ 101] ومعناه معنى حَذِرون أي فَرِقُون خائفون. كذا قال: وما كان فرعون وحاشروه ليعترفوا بأنهم فَرِقُوت خائفون، فالمعنى الأول أَدَقّ وأوفقُ لمعنى التركيب. وفي قوله تعالى:{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} [البقرة: 19] أي تحرُّزًا من الموت أو اتقاءَه كما يؤخذ من [طب 1/ 353، 54] وكذلك ولم يعلق عليهما [قر 1/ 220، 3/ 231](أي تحرُّزًا منه){فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور: 63] فليتحرزوا من ذلك أو فليتقوه بعدم المخالفة. {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28] قال [طب 6/ 317]: يخوفكم الله من نفسه أن تركبوا معاصيه (هو كذلك وإنما الأصل في ما أرى: ينبّهكم اللهُ أن تتحرّزوا من عِقابه بطاعته في ما أمر ونهى حيث المصير إليه. ويشهد لما قلت قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30] إذ التنبيه إلى التحرّز مما يوجب العقوبة أنسب وأولى بالرؤوف، بينما التخويف يباعد الرأفة.