الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباء والغين وما يثلثهما
•
(بغغ - بغبغ):
"بئر بُغْبُغ - بالضم، وبُغَيبِغ: كثير الماء قريب الرِشَاء. والبُغَيْبِغ - مصغرًا: التَيْس من الظباء إذا كان سمينًا. والبُغّ - بالضم: الجمل الصغير "[الرشاء: حبل الدلو].
° المعنى المحوري
هو: فوران الشيء أو امتلاؤه بما هو غَضّ له حدة ما (1): كالماء القريب الرشاء، وحِدَّتُه غَزارته بحيث يصل إلى حافة البئر. وكالجمل الصغير (الناشئ حديثًا)، وهو غَضّ، وحدته قوته (الكامنة). وكذلك تيس الظباء السمين، وحدتُه سِمَنه. ومنه: بَغَّ الدَّمُ: هاج، فهو مائع، وحِدَّتُه هياجه.
•
(بغو - بغى):
{ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} [الكهف: 64]{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا} [الأنعام: 114]
(1)(صوتيًّا): الباء للتجمع الرخو مع تلاصق ما، والغين لنحو الغشاء القوي، والفصل منهما يعبر عن امتلاء بماله حدّة أو قوة كامتلاء البئر وسمن التيس من الظباء. وفي (بغوبغى) تعبر الواو عن الاشتمال على ما له حدة مع تزايده، أو كونه في مرحلة التزايد. ومن هذا جاء تعبير (بغى) عن الطلب وعن البغى. وفي (بغت) أضافت التاء ضغطتها الدقيقة (والحدة والدقة من باب واحد)؛ فعبر التركيب عن المفاجأة (الصدمة) بشرّ. وفي (بغض) أضافت الضاد غلظًا مع الحدة، فعبر التركيب عن تجمع غلظ وحدة في الباطن، وهو حقيقة البغض. وفي (بغل) عبرت اللام عن تعلق واستقلال، وعبر التركيب عن تعلق حاد بأثناء الشيء مع بقائه وتميزه بذلك، كما هو حال البغل.
"البَغْوة - بالفتح: الطلعةُ حين تنشقّ فتخرُجُ بيضاءَ رَطْبة/ الثمرةُ قبل أن تَنْضَج/ قبل أن يستحكم يُبْسها. البَغْو والبَغوة: كل شجرٍ غضّ ثمرُهُ أخضرُ صغيرٌ لم يبلغ ".
° المعنى المحوري
هو: تزايد الشيء نموًّا وقوةً أو توصّلا لاكتمال حاله: كالبغو الموصوف، فهو في طور النمو ليبلغ الاكتمال. ومنه: البَغِيّة - كهدية: الطليعةُ التي تكون قبل ورود الجيش (فهي تُهيِّئُ وتُمهد لبلوغ الجيش مأربه).
ومن التزايد اتجاهًا وتهيؤًا لاكتمال الحال جاء معنى الطلب لأنه ازدياد: "بَغَى الشيءَ يبغيه: طلبه ". وبه جاءت كل صيغتي (ابتغى)، (ابتغاء)، {ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 207]. وكذلك صيغة (بَغَى) التي ليست لمعنى التجاوز. "بَغَى الضالّةَ والحاجة وكذلك ابتغى الشيء وتبغّاه واستبْغاه. والبُغْية - بالكسر والضم: الحاجة المَبْغِيّة ": {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} [آل عمران: 83]، {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198]. ومن الطلب "بَغَت الأَمَةُ: عَهَرَت وزَنَت ". فهذا الأمر لا يكون إلا بقبولها - على الأقل، والرضا في باب الشهوة كالطلب، وقد يكون بسعيها حقيقة {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28]، {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [النور: 33] (فالتي تريد التحصن ستقاوم فلا يجوز إكراهها. أما التي لا تريد التحصن فإنه لا يُستطاع منعها إلا بالحبس، وحبسها يُهْدر ما اقتُنِيت لأجله).
ومن مطاوعة الطلب: التأتي والتيسّر: "انبغى له الشيء: تسهَّل وتيسر (أن يصل إليه) ما يصلح له ": {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [يس: 69]، {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} [مريم: 92]: (لا حاجة به إلى ذلك، ولا يليق به،