الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباء والضاد وما يثلثهما
•
(بضض):
"أمرأة باضّة وبَضّة وبَضِيضة وبَضَاض - كسحاب: تارّة ناعمةٌ مكتنزةُ اللحم في نَصَاعَة لَوْن. ورَكِيٌّ بَضُوض: قليلة الماء. بَضَّ الحِبْسُ يَبِضُّ - بالكسر: جَعَل ماؤُه يخرجُ قليلًا قليلًا. وبَضَّت العَينُ: دَمَعَتْ، والحجَرُ ونحوهُ: نَشَع منه الماءُ شِبْهَ العَرَق، والماءُ: سال قليلا قليلًا ". (الحِبْس: خزان الماء).
° المعنى المحوري
اكتناز الباطن برقيق ينضح على الظاهر نصاعة أو رقة (1): كما يكتنز بدن المرأة الموصوفة بالشحم ويبدو على ظاهره نصاعة، وكما يتجمع الماء: حقيقة في الحِبْس، وتوهما بسبب خروجه رشْحًا في العين والحجر.
أما قولهم "رَكِىٌّ بَضوض: قليلة الماء، وبضّ الماءُ: سال قليلا قليلا "فمن استعمال اللفظ في جزء معناه، وهو نضح ما بالباطن على الظاهر، فالنضح يخرج الماء به قليلًا قليلًا.
•
(بيض):
{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} [الصافات: 49]
"بيضة الطائر: معروفة. وبيضة الدار: وَسَطها. وبيضة القوم: ساحتهم.
(1)(صوتيًّا): الباء للتجمع الرخو مع تماسك ما، والضاد لتجمع مع غلظ أو ضغط، والفصل منهما يعبر عن تجمع رخو باكتناز شديد كما في المرأة البضة والرَكِيّ البضوض. وفي (بيض) تزيد الياء معنى الاتصال ويزداد أو يتأصل معنى التجمع المحتبس ويلزمه النصوع. وفي (بضع) تعبر العين عن التحام رخو، ويعبر التركيب عن أن ما تجمع واحتبس بعضه مع بعضه هو كتلة ملتحمة رخوة كبضعة اللحم.
أرض بيضاء: لا نبات فيها. بياض الجلد: ما لا شعر عليه، بياض الأرض: ما لا عِمارة فيه. وبيّضَ الإناءَ والسقاء - ض: ملأه ".
° المعنى المحوري
هو: احتباسٌ في الباطن لما شأنه النفاذ إلى الظاهر فيكون الظاهر مجرّدا (ويلزم من تجرده لمعانه). كالبيضة في جوفها الفرخ مع تجرد ظاهرها، وكبيضة الدار مقصورة على أهلها، وكحبس ما يملأ الإناء فيه وما شأنه أن ينبت من الأرض والجلد مع تجرد ظاهرهن. ونُظر في "بياض الأرض "إلى تجرده.
ومن اللمعان اللازم للتجرد - مع الاعتداد بالتجرد نفسه أيضًا - أُخذ معنى البياض: اللون المعروف. ويؤيد صحة هذا الأخذ:
أ) أن السواد الذي هو ضد البياض مأخوذ من الكثافة (السَواد: الشخص. السواد: العدد الكثير من الناس، وعامتهم، وهم الجمهور الأعظم، وجماعة النخل والشجر).
ب) أنهم عبروا عن الجائحة بما معناه التجريد كما عبروا عنها بالبياض "القَرْعاء:
الشديدة من شدائد الدهر. أنزل الله به قَرْعاء وقارعة ومُقْرِعة، وأنزل الله به
بيضاء ومبيّضه وهي المصيبة التي لا تدع مالًا ولا غيره ". [تاج سود، قرع].
فمن البياض اللون {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ} [آل عمران: 107]. وكل ما في القرآن من التركيب هو من بياض اللون هذا - ما عدا كلمة (بَيْض) في التشبيه الآتي بعد. وفي {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187]"إنما هو سواد الليل وبياض النهار "عنه صلى الله عليه وسلم[قر 2/ 319] أي بدء بياض النهار وهو الفجر. {بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [الصافات: