الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى قص وقصد
قصّ أَثَره قَصّا وقَصَصاً، واقتصّه وتقصّصه: تتبّعه. وقوله تعالى: {فارتدا على آثَارِهِمَا قَصَصاً} ، أَى رجعا من الطَّريق الَّذى سلكاه يقصّان الأَثر. وقوله تعالى:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القصص} ، أَى نبين لك أَحسن البيان. والقِصَص: جمع قِصَّة، وهى الأَمر والشأْن، والَّذِى يُكتب، و [القَصَصُ] : الأَخبار المتتبّعة، قال تعالى:{إِنَّ هاذا لَهُوَ القصص الحق} .
والقِصَاص: القَوَد. وأَقصّ الأَميرُ فلاناً من فلان: اقتصّ له منه، فجرحه مثل جَرْحه، أَو قتله قَوَدًا، قال تعالى:{وَلَكُمْ فِي القصاص حَيَاةٌ} ، وقال:{والجروح قِصَاصٌ} .
والقصاص - مثلثه -: حيث (تنتهى نَبْتَة) الشعر من مقدّمه أَو مؤَخَّره.
القصد: إِتيان الشىءِ، تقول: قصدته، وقصدت له، وقصدت إِليه بمعنى. وقصدت قصْدَهُ: نحوت نحوهَ. وقوله: {وَسَفَراً قَاصِداً} أَى غير شاقٍّ ولا متناهى البعد. وقوله عز وجل: {وعلى الله قَصْدُ السبيل} ، أَى تبيين الصراطِ المستقيم، والدّعاءُ إِليه بالحُجَج والبينات الواضحات.
واقتصد فى النَّفَقة: توسّط بين التقتير والإِسراف، قال صلى الله عليه وسلم:"ما خاب مَن استخار، ولا ندِم من استشار، ولا عَال مَن اقتصد".
ومن الاقتصاد ما هو محمود مطلقاً، وذلك فيما له طَرَفان: إِفراط وتفريط، كالجُود فإِنه بين الإِسراف والبخل، وكالشجاعة فإِنها بين التهوّر والجُبْن، وإِليه الإِشارة بقوله:{والذين إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ} ؛ ومنه ما هو متردِّدٌ بين المحمود والمذموم، وهو فيما يقع بين محمود ومذموم، كالواقع بين العَدْل والجَوْر، وعلى ذلك قوله تعالى:{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ} .
وقصَد فى الأَمر: إِذا لم يجاوز فيه الحدّ ورضى بالتوسّط؛ لأَنَّه فى ذلك يقصد الأَسَدّ. وهو على القصد؛ {وعلى الله قَصْدُ السبيل} . وسهم قاصد وسهام قواصد: مستوية نحو الرميّة.