الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الكل
الكُلّ اسم لجميع الأَجزاءِ، يستوى فيه الذكر والأُنثى، وقد يقال كلّ رجل وكُلَّة امرأَة. وقد جاءَ كُلّ بمعنى بعض، فهو من الأَضداد، ولا يدخلهما (أَلْ) فى فصيح الكلام.
وجمع كُلّ لأَجزاءِ الشىءِ على ضربين: أَحدهما: الجامع لذات الشىءِ وأَحواله المختصّة به، ويفيد معنى التمام، نحو قوله تعالى:{وَلَا / تَبْسُطْهَا كُلَّ البسط} ؛ والثانى: الجامع للذوات.
وقيل: كلٌّ لاستغراق أَفراد المنكَّر، نحو:{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الموت} ؛ ولاستغراق المعرّف المجموع، نحو:{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القيامة} ؛ ولاستغراق أَجزاءِ المفرد المعَرَّف، نحو: كُلّ زيد حسن. فإِذا قلت: أَكلت كلّ رغيف لزيد كانت لعموم الأَفراد. فإِن أَضفت الرّغيف إلى زيد صارت لعموم أَجزاءِ فرد واحد، ومن هنا وجب فى قراءَة غير أَبى عمرو وابن ذَكْوان:{كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله على كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} بترك تنوين قلب ثم تقدير كلّ بعد (قلب) ليعمّ أَفراد القلوب، كما عمّ كلّ أَجزاءِ القلب.
وترد كُلَّ باعتبار كلّ واحد ممّا قبلها وما بعدها على ثلاثة أَوجه:
فأَمَّا أَوجهها باعتبار ما قبلها:
فأَحدها: أَن يكون نعتاً لنكرة أَو معرفة، فيدلّ على كماله؛ ويجب إِضافته إِلى اسم ظاهر يماثله لفظاً ومعنى، نحو: أَطعمنا شاة كُلَّ شاة، وقوله:
وإِن الذى حانت بفَلْج دماؤُهم
…
هم القومُ كلّ القوم يا أُمَّ خالد
والثانى: أَن يكون توكيدًا لمعرفة، وفائدته العموم، ويجب إِضافتها إِلى اسم مضمر راجع إِلى المؤَكَّد، نحو قوله تعالى:{فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ} وقد يخلفه الظاهر، كقوله:
كم قد ذكرتكِ لو أُجزَى بذكركم
…
يا أَشبه الناس كلِّ الناس بالقمر
وأَجاز الفراءُ والزمخشرىّ أَن تقطع كلّ المؤَكَّد بها عن الإِضافة لفظاً؛ تمسّكاً بقراءَة بعضهم: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ} .
والثالث: أَلَاّ تكون تابعة بل تالية للعوامل، فتقع مضافة إِلى الظاهر، نحو:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} ؛ وغير مضافة نحو: {وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأمثال} .
وأَمَّا أَوجهها باعتبار ما بعدها فثلاثة:
الأَول: أَن تضاف إِلى ظاهر؛ وحكمها أَن يعمل فيها جميع العوامل نحو: أَكرمت كلّ بنى تميم.
الثانى: أَن تضاف إِلى ضمير محذوف. ومقتضى كلام النحويين أَن حكمها كالتى قبلها؛ ومقتضى كلام ابن جِنِّى خلافه، وأَنها لا يسبقها عامل فى اللَّفظ.
الثالث: أَن تضاف إِلى ضمير ملفوظ به. وحكمها أَلَاّ يعمل فيها غالباً إِلَاّ الابتداء، نحو:{إِنَّ الأمر كُلَّهُ للَّهِ} فى مَنْ رفع كَلاًّ، ونحو:{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ} ، لأَن الابتداء عامل معنوىّ. ومن القليل قول الشاعر:
فيصدر عنها كُلُّهَا وهو ناهل
واعلم أَن معنى كلّ بحسب ما يضاف إِليه، فإِن كانت مضافة إِلى نكرة وجب مراعاة معناها، فلذلك جاءَ الضمير مفردًا مذكَّرا فى نحو قوله تعالى:{وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزبر} ، {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ} ، وقول أَبى بكر وكعب ولَبيد:
كلُّ امرِىءٍ مُصَبِّح فى أَهْلِهِ
…
والموْت أَدْنى من شِرَاكِ نَعْلِهِ
* * *
كلّ ابن أُنْثى وإِنْ طالت سلامَتُه
…
يومًا على آلةٍ حَدْباءَ مَحْمُول
* * *
أَلا كلّ شىءٍ ما خلا اللهَ بَاطِل
…
وكُلُّ نَعِيم لا محالَةَ زائلُ
وقال السموءَل بن عادياء:
إِذا المرءُ لم يَدْنَس من اللُؤْم عِرضُه
…
فكلُّ رداءٍ يرتديه جميلُ
وإِن كانت مضافة إِلى معرفة فقالوا: يجوز مراعاة لفظها، ومراعاة معناها، نحو: كلّهم قائمون أَو قائم. وقد اجتمعا فى قوله تعالى: {إِن كُلُّ مَن فِي السماوات والأرض إِلَاّ آتِي الرحمان عَبْداً لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القيامة فَرْداً} . قال ابن هشام: الصواب أَن الضمير لا يعود إِليها من خبرها إِلَاّ مفردًا مذكرًا على لفظها، نحو:{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ} الآية. وقوله تعالى فيما يرويه عنه نبيّه صلى الله عليه وسلم: "يا عبادى / كلكم جائِع إِلَاّ من أَطعمته" الحديث بطوله، وقوله صلى الله عليه وسلم:"كُلُّ الناس يَغْدُو فبائع نفسه فمعتقها أَو موبقها"، "كلكم رَاعٍ وكُلكم مسئول عن رعيّته"، "وكلُّنا لك عَبْد"، {إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولائك كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} .
وإِن قُطِعت عن الإِضافة لفظاً فالمقدّر قد يكون مفردًا نكرةً فيجب الإِفراد، ويكون جمعاً معرّفاً فيجب الجمع؛ تنبيهاً على حال المحذوف فيهما. فالأَول نحو:{كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ} ، {كُلٌّ آمَنَ بالله} ، {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} ، إِذ التقدير كلّ أَحد. والثانى:{كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} ، {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ، {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} ، {وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ} .
وقال البيانيّون: إِذا وقعت كلٌّ فى حيّز النفى كان النفى موجّهاً إِلى إِلى الشمول خاصّة، وأَفاد مفهومُه ثبوتَ الفعل لبعض الأَفراد؛ كقولك: ما جاءَ كلّ القوم، ولم آخذ كلَّ الدراهم، وكُلُّ الدَّراهم لم آخذ،
وقوله:
ما كلّ رأْىِ الفتى يدعو إِلى رشد
وقوله: ما كلّ ما يتمنى المرءُ يدركه
وإِن وقع النفى فى حيّزها اقتضى السّلب عن كل فرد، كقوله صلى الله عليه وسلم لما قال له ذو اليدين: أَنسيت أَم قَصُرت الصلاة: "كلُّ ذلك لم يكن". ومنه قول أَبى النجم:
قد أَصبحت أَمّ الخيار تدَّعِى * علىّ ذنباً كلُّه لم أَصنع
وأَمّا كُلّ فى نحو: {كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ} [فهى] منصوبة على الظَّرفيّة بالاتِّفاق، وناصبها الفعل الذى هو جواب فى المعنى، مثل (قالوا) فى الآية، وجاءَته المصدريّة من جهة (ما) ، فإِنها إِمّا أَن تكون اسما نكرة بمعنى وقت، أَو تكون حرفاً مصدريًّا والجملة بعده صلة؛ والأَصل: كل وقت رزْق، ثم عُبّر عن معنى المصدر بما. والله أَعلم.
والكلالة: الرجل لا والد له ولا ولد. وقيل: ما لم يكن من النسب لَحَّا، وقيل: الوراثة كلهم سوى الوالدين والأَولاد. وقيل: من تكلَّل نسبُه
بنسبك، كابن العمّ وشبهه. وقيل: هى الإِخوة للأُمّ. وقيل: هى من العَصَبة مَن ورث معه الإِخوة للأُمّ. وقيل: هم بنو العمّ الأَباعد. وقال ابن عباس: هى اسم لما عدا الوالد. ورُوى أَن النبىّ صلى الله عليه وسلم سئل عن الكلالة فقال: "من مات وليس له وَلَد ولا والد"، فجعله اسم الميّت، وهو صحيح أَيضاً؛ فإِن الكلالة مصدر يجمع الوارث والموروث جميعاً. وقيل: اسم لكلّ وارث..
والإِكليل: شِبه التاج، سمّى لإِطافته بالرأْس.
والكَلْكل والكَلْكَال: الصّدر. وقيل: ما بين التَرْقُوَتَين. وقيل: باطِن الزَوْر.