الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى كلأ وكلا وكلتا
كلأَه الله يَكْلَؤُه كِلاءَة مثل قرأَ قراءَة: حفظهُ. وأذهب فى كِلاءة الله أَى حفظه ونظره ومراقبته. والمادَّة موضوعة للدلالة على مراقبة ونظر، وعلى الثبات، قال تعالى:{قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بالليل والنهار مِنَ الرحمان} أَى بدل الرحمن. والمُكَلأَّ والكَلَاّء: شاطئ النهر، قال سيبويه: هو فَعَّال مثال جَبَّار، والمعنى أَن الموضع يدفع الريح عن السفن ويحفظها. واكتلأَتْ عينى: إِذا لم تنم وسهرت. وحَذِرْت أَمرا واكتلأت منه: احترست. وكَلأَْتة كَلأْ: ضربته بالسوط. والكالئ: النسيئة. وبلغ اللهُ بك أَكلأ العمر أَى آخره وأَبعده. وكان الأَصمعىّ لا يهمز وينشد.
وإِذا تباشرك الهمو
…
مُ فإِنَّه كال وناجز
أَى منها نسيئة ومنها ما هو نقد.
وكِلَا وكلتا: مفردان لفظا مثنيان معنى، مضافان أَبدا لفظاً ومعنى إِلى كلمة واحدة مَعْرفه دالَّة على اثنين: إِمَّا بالحقيقة والتنصيص، نحو:{كِلْتَا الجنتين} ، ونحو:{أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا} ؛ أَو بالحقيقة والاشتراك نحو: كلانا، فإِن (ن) مشتركة بين الاثنين والجماعة؛ أَو بالمجاز كقوله:
إِنَّ للخير وللشرِّ مدًى
…
وكِلا ذلك وجه وقَبَلْ
فإِن (ذلك) حقيقة فى الواحد، وأشير بها إِلى المثنى على معنى: وكِلَا ما ذكر، على حدّ ما فى قوله تعالى:{لَاّ فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذلك} وأَجاز: ابن الأَنبارىّ إِضافتها إِلى النكرة المختصَّة، نحو: كلا رجلين عندك محسنان؛ فإِن (رجلين) قد تخصَّصا بوصفهما بالظرف. وحكوا: كلتا جاريتين عندك مقطوعة يدها، أَى تاركة للغَزْل.
ويجوز مراعاة لفظ كلا وكلتا فى الإِفراد، نحو:{كِلْتَا الجنتين آتَتْ أُكُلَهَا} ، ومراعاة معناهما وهو قليل. وقد اجتمعا فى قوله:
كلاهما حين جَدّ الجرى بينهما
…
قد أَقلعا وكِلا أَنفيهما رابى
ويتعين مراعاة اللفظ فى نحو كلاهما محبّ لصاحبه؛ لأَن معناه: كل منهما.
وكلا وكلتا إِذا أَضيفا إِلى مضمر قلب [أَلفهما] فى النصب والجرّ ياءً، فتقول: رأَيت كليهما وكلتيهما، ومررت بكليهما وكلتيهما. وإِذا أضيفا إِلى ظاهر بقى أَلفهما على حاله فى النصب والجرّ.