الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى غل
الغُلّ والغُلّة والغَلَل والغَلِيل: العطش، وقيل: شدّة العطش وحرارة الجوف. وقد غَلّ يَغَلّ - بفتحهما وبضمهما - فهو مغلول وغَليل ومغتلّ. وبعير غالّ وغَلاّن؛ وقد غلَّ يغَل بفتحهما.
والغُلّ معروف، والجمع: أَغلال. وغَلّه: وضع فى عنقه أَويده الغُلّ. ويقال للبخيل: مغلول اليد، قال تعالى:{وَقَالَتِ اليهود يَدُ الله مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} ، أَى رَمَوه بالبخل. وقيل: إِنهم لمّا سمعوا أَنّ الله قد قضى كلّ شىء قالوا: إِذًا يدُ الله مغلولة، أَى فى حكم المقيّد لكونه فارغًا. فقال تعالى ذلك.
وقوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا في أَعْناقِهِمْ أَغْلَالاً} أَى منعناهم فعل الخير، وذلك نحو وصفهم بالطَّبْع والخَتْم على قلوبهم وسمعهم وأَبصارهم. وقيل: بل ذلك وإِن كان بلفظ الماضى فإِنه إِشارة إِلى ما يُفعل بهم فى الآخرة كقوله: {وَجَعَلْنَا الأغلال في أَعْنَاقِ الذين كَفَرُواْ} .
والغِلّ والغَلِيل: الحِقد والضِّغْن، وقد غَلّ / صدرُه يَغِلّ، قال تعالى:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ} وغَلّ غُلُولا وأَغلّ: خان. وقيل: خاصّ بالفىء.
وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو وعاصم
ويعقوب برواية رَوْح وزيد (أَنْ يَغُلّ) بفتح الياءِ وضمّ الغين، والباقون على العكس، فمعنى يَغُلّ يخون، ومعنى يُغَلّ بضم الياءِ وفتح الغين يحتمل أَمرين: يُخَان، يعنى أَن يؤخذ من غنيمته. والآخر، يُخَوَّن أَى ينسب إِلى الغُلُول.
وقال أَبو عبيد: الغُلُول من المغنم خاصّة، ولا نراه من الخيانة ولا من الحِقْد. وممّا يبيّن ذلك أَنّه يقال من الخيانة: أَغلَّ يُغِلّ، ومن الحقد: غَلّ يَغِلّ بالكسر، ومن الغلول: غَلَّ يَغُلّ بالضم، وفى الحديث:"ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مؤمن: إِخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة الأَمر، ولزوم جماعة المسلمين فإِن دعوتهم تحيط من ورائهم"، رُوى: لا يَغِلّ أَى لا يضطغن. وروى: لا يُغِلّ أَى لا يصير ذا خيانة. وفلان شَفَى غَلِيله، أَى غيظه.
وغَلّ فى الشىء، وانغلّ، وتغلّل، وتغلغل: دَخَلَ.