الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى غيض وغيظ وغى
غاض الماءُ يغيض غَيْضًا ومَغَاضًا: قلَّ ونقص، كانغاض، والماءَ: نقصه كأَغاضه، لازم ومتعدّ. قال تعالى:{وَمَا تَغِيضُ الأرحام} ، أَى تفسده فتجعله كالماءِ الذى تبتلعه الأَرض.
والغَيْظ: الغضب، وقيل: أَشَدّه، وقيل: سَورته وأَوّله. وهو الحرارة التى يجدها الإِنسان من ثوران دم قلبه، قال تعالى:{قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ} . وقد دعا الله تعالى العباد إِلى إِمساك النَّفْس عند حصوله فقال: {والكاظمين الغيظ} . وإِذا وُصِف الله تعالى به فإِنما يراد به الانتقام كما قلنا فى الغضب، قال تعالى:{وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ} أَى داعون بفعلهم إِلى الانتقام. والتغيّظ: إِظهار الغيظ. غاظه فاغتاظ، وغيّظه فتغَيَّظ. وقد يكون ذلك مع صوت كما قال:{سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً} .
والغَىّ: الضلال والجهل من اعتقاد فاسد، وَوادٍ فى جهنمَّ، غَوَى يغوِى - كرمى يرمى - غَيًّا، وغَوِىَ غَوَاية - بالفتح - فهو غاوٍ وغَوِىٌّ وغَيّانُ: ضلّ، وغَوَاه غيره لازم ومتعدّ، وأَغواه وغوّاه.
وقوله تعالى: {والشعرآء يَتَّبِعُهُمُ الغاوون} أَى الشَّياطين، وقيل: من ضلّ من النَّاس، وقيل: الذين يحبّون الشاعر إِذا هجا قوماً، أَو محبّوه
لمدحه إِيّاهم بما ليس فيهم. قال تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غوى} : ما جهل. وقوله: {فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً} ، أَى عذاباً، سّماه الغىّ لأَنَّه سببه. وقيل معناه: سوف يلقون أَثر الغىّ.
وقوله تعالى: {وعصىءَادَمُ رَبَّهُ فغوى} أَى جهل، وقيل: معناه: خاب، وقيل: معناه: فسد عيشه، من غَوِىَ الفصيل غَوَى فهو غَوٍ: إِذا بَشِمَ من اللَّبَن، أَو مُنع من الرضاع، فهُزِل وكاد يهلك.
وقوله: {إِن كَانَ الله يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ} قيل: معناه أَن يعاقبكم على غيّكم. وقيل: يحكم عليكم بغيّكم كما تقدّم فى {خَتَمَ الله على قُلُوبِهمْ} ، وقوله:{رَبَّنَا هاؤلاء الذين أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} إِعلاما منهم أَنا قد فعلنا بهم غاية ما كان فى وُسع الإِنسان أَن يفعل بصَدِيقه، [فإِن حق الإِنسان أَن يريد بصديقه] ما يريد بنفسه، فيقول: قد أَفدناهم ما كان لنا، وجعلناهم أُسوة أَنفسنا. وعلى هذا قوله:{فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} .
وتغاوَوا عليه: تعاونوا وجاءُوا من هاهنا وهاهنا وإِن لم يَقتلوا. وهو ولد غَيّة - بالفتح والكسر -: ولد زَنْية. والغوغاءُ: الجراد، والكثير المختلِط من الناس. والغاوية: الرّاوية.
آخر باب الغين