الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى عرج وعرش
عُرِجَ برَوح الشمس: إِذا غربت لأِنها تذهب تسجد تحت العرش. والمعارج: المصاعد. وليلة المعراج سمِّيت لصعود الدُّعاءِ فيها إِشارة إِلى قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب} ، ولعِرُوج النبىّ صلى الله عليه وسلم فيها. ويقال: الشرف بعيد المدارج، رفيع المعارج. ومررتُ به فما عرَّجت عليه: ما أَلممت. ومالى عليه عُِرْجة. وانعرج بنا الطريقُ، ومنه العُرْجُون وهو أَصل الكِبَاسة سمّى لانعراجه، قال تعالى:{حتى عَادَ كالعرجون القديم} . ولَتلقَيَّن من هذا الأَعرج الأُعَيْرجَ وهو حيّة ممّا لا يقبل الرُقى.
والعُرُش والعُرُوش والعرائش واحد. والعُرُوش أَيضاًً: السّقوف، قال تعالى:{وَهِيَ خَاوِيَةٌ على عُرُوشِهَا} . وعَرَش الكَرْمَ يَعْرِشه، وعرّشه تعريشاً: إِذا جعل له كهيئة السقف. وما عَرَشوه وما عَرّشوه، قال تعالى:{وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} وقرئَ {يَعْرُشُونَ} .
واستوى على عَرْشه: إِذا مَلَك. وثُلَّ عرشُه: إِذا هلك، قال زهير:
تداركتما عَبْساً وقد ثُلَّ عرشُها
…
وذُبْيان إِذ زلَّت بأَقدامها النعل
والعُرُش والعُرْش والعَرْش والعُرُوش والعَرِيش من أَسماءِ مكة شرفها الله تعالى. وكان مُعاوية كافراً بالعُرُش: أَى مقيما بمكَّة. وعُرُوش مكة: بيوتها. قال القطامى:
وما لمثابات العُرُوش بقيّة
…
إِذا استُلَّ من تحت العروش الدعائمُ
ورُؤى عمر فى المنام [فقيل له: ما فعل الله بك] ؟ فقال: لولا أَن تداركنى لثُلَّ عرشى.
وعَرْش الله ممّا لا يعلمه البشر على الحقيقة [إِلَاّ بالاسم] وليس كما يذهب إِليه أَوهام العامّة؛ إِذ لو كان كذلك لكان حاملاً له تعالى لا محمولا والله تعالى يقول: {إِنَّ الله يُمْسِكُ السماوات والأرض أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ} ، وليس كما قال قوم أَنَّه الفَلَك الأَعلى والكرسىّ فلك الكواكب. واستَدّلُّوا بالحديث النَّبَوى: "ما السّماوات
السّبع، والأَرضون السبّع فى جَنْب الكرسىّ إِلَاّ كحَلْقة ملقاة فى أَرض فلاة، والكرسىّ عند العرش كذلك".
وقوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المآء} تنبيه أَن عرشه لم يزَل مُذْ أُوجِد مستعلياً على الماءِ. وقوله تعالى: {ذُو العرش المجيد} ، {رَفِيعُ الدرجات ذُو العرش} وما يجرى مجراه، قيل: هو إِشارة إِلى مملكته وسلطانه لا إِلى مقرّ له، تعالى الله عن ذلك.