الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى لن وليت (واللات)
لَنْ: حرف نصب ونفى واستقبال، ولا يفيد توكيد المنفى، ولا التأْبيد، خلافا للزمخشرى؛ ولو كانت للتأْبيد لم يقيّد منفيّها باليوم فى قوله تعالى:{فَلَنْ أُكَلِّمَ اليوم إِنسِيّاً} ، ولكان ذكر الأَبد فى قوله تعالى:{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً} تكرارًا، والأَصل عدمه.
ويأْتى للدّعاءِ كقوله:
لن يزالوا كذلكم ثم لا زلـ
…
ـتَ لهم خالدا خلود الجبال
ومنه قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ}
وتلقّى القسم بها وبلم نادر جدًا، كقول أَبى طالب:
والله لن يصلوا إِليك بجَمعهم
…
حَتّى أُوسَّد فى التراب دَفينا
وقد يُجزم بها؛ كقوله:
فلن يَحْلَ للعينين بعدكِ منظر
وليت حرف تمنٍّ يتعلق بالمستحيل غالبا؛ كقوله:
فيا ليت الشَّبابَ يعود يوماً
…
فأخبره بما فعل المَشِيبُ
ويتعلّق بالممكن قليلاً: {ياليتني اتخذت مَعَ الرسول سَبِيلاً} ، {ياليتني كُنتُ مَعَهُمْ} ، {ياليتني كُنتُ تُرَاباً} .
وحكمه أَن ينصب الاسم - ويرفع الخبر. قيل: وقد ينصبهما كقوله:
ياليت أَيام الصبا رواجعا
واللاتُ والعُزَّى صنمان. أَصل اللات: اللاه، فحذفوا منه الهاء، وأَدخلوا التاءَ فيه؛ فأَنَّثوه؛ تنبيها على قصوره عن الله تعالى. وجعلوه مختصّا بما يُتقرّب به إلى الله فى زعمهم.