الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى لبس
اللُبْس - بالضمّ - مصدر قولك: لبِست الثوب أَلْبَسه. ولبِست امرأَة، أَى تمتَّعت بها زماناً؛ ولبِستها عُمُرى، أَى كانت معى شبابى كلّه، قال النابغة الجعدىّ رضى الله عنه:.
لَبِسْتُ أناسا فأَفنيتهم
…
وأَفنيت بعد أُناسٍ أُناسا
ثلاثة أَهلين أَفنيتهم
…
وكان الإِله هو المستآسا
وقال عمرو بن أَحمر الباهلىّ:
لبِست / أَبِى حتى تَبَلَّيْتُ عُمْرَه
…
وبَلَّيْت أَعمامى وبَلَّيت خاليا
واللباس والمَلْبس واللِبْس - بالكسر - ما يُلبس. ولباس الرَّجل: امرأَته. وزوجها لِباسها، قال النابغة الجعدى رضى الله عنه:
إِذا ما الضجيع ثَنَى جيدها
…
تداعى عليه وكانت لباسا
وروى أَبو عمرو ثنى عطفها تثنّت عليه. قال الله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} أَى بمنزلة اللباس. وقال ابن عرفة: اللباس من الملابسة أَى الاختلاط والاجتماع.
وقوله تعالى: {وَلِبَاسُ التقوى} ، قيل: هو الحياء والعمل الصالح،
وقيل: الغليظ الخشن القصير. قال السُدّىّ: هو الإِيمان، وقيل: هو ستر العورة، وهو لباس المتقين. وقوله تعالى:{جَعَلَ لَكُمُ الليل لِبَاساً} أَى يستر الناس بظلمته. وقوله تعالى: {فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجوع والخوف} أَى جاعوا حتى أَكلوا الوَبَر بالدم وهو العِلْهِز، وبلغ بهم الجوعُ الحالَ التى لا غاية بعدها، فضُرب اللباس لما نالهم من ذلك مثلا لاشتماله على لابسه.
واللَّبوس: ما يلبس، قال بَيْهس:
إِلبس لكلّ حالة لَبوسها
…
إِمَّا نعيمها وإِمَّا بوسها
وقوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ} يعنى الدرع، سمِّيت لبوسا لانها تُلْبس، كالرّكوب لما يُركب.
وَلَبَست عليك الأَمر أَلْبِسه - كضربته أَضربه - أَى خلطته قال الله تعالى: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} أَى شبَّهنا عليهم وأَضللناهم كما ضلَّوا. قال ابن عرفة: {وَلَا تَلْبِسُواْ الحق بالباطل} ، أَى لا تخلطوه به. وقوله تعالى:{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} أَى يخلط أَمركم خلط اضطراب لا خلط اتِّفاق. وقوله جل ذكره: {وَلَمْ يلبسوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} أَى لم يخلطوه بشرك. قال العجاج.
ويفصلون الَّلبْسَ بعد الَّلبْسِ
…
من الأُمور الرُبْس بعد الرُبْس
واللبس أَيضا: اختلاط الكلام. وفى الامر لُبسة - بالضم - أَى شبهة وليس بواضح. والتلبيس التخليط، قال الأَسْعر الجعفىّ:
وكتيبة لَبَّسْتُها بكتيبة
…
فيها السَنَوَّر والمغافر والقنا
وتلبَّس بالأَمر وبالثوب، قال:
تلبَّس حبَّها بدمى ولحمى
…
تلبُّس عَصْبة بفروع ضال
وقال آخر:
تلبَّسْ لباس الرضا بالقضاء
…
وخلِّ الأُمور لمن يملكْ
تُقدِّر أَنت وجارى القضا
…
ءِ مما تقدّره يضحكُ
وقوله تعالى جلّ شأنه: {أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ} فيه تنبيه على أَن جلَّ المقصود من اللباس ستر العورة، وما زاد فتحسّن وتزيّن، إلَاّ ما كان لدفع حَرّ وبرد، قال الشاعر:
إِن العيون رمتك إِذ فاجأتها
…
وعليك من شُهَر الثياب لباس
أَمَّا الطعام فكُلْ لنفسك ما اشتهت
…
واجعل ثيابك ما اشتهاه النّاس
وفى بعض الآثار: من ترك اللباس وهو يقدر عليه خيَّره الله يوم القيامة بين حُلَل الإِيمان يلبس أَيّها شاءَ.