الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى لبث ولبد
اللُّبْث والِلُّباثُ: المكث. ولقد لبِث يَلْبَث لُبْثا على غير قياس؛ فإِنَّ المصدر من فَعِل يَفْعَل قياسهُ التحريك إِذا لم يتعدّ، نحو تعِب يَتْعَب تَعَباً، طرِب يطرب طَرَباً؛ فرح يفرح فرحاً. وقد جاءَ فى الشعر على القياس. قال جرير:
إِمَّا تَرَينى وهذا الدهر ذو غِيَر
…
فى منكبىَّ وفى الأَصلاب تحنيب
فقد أَمدّ نِجادَ السيف معتدلا
…
مثل الرُدَينىّ عزَّته الأَنابيب
وقد أَكون على الحاجات ذا لَبَث
…
وأَحوذيّا إِذا انضمّ الذَّعاليب
لَبِث فهو لابث ولَبِث أَيضاً. وقرأَ حمزة: {لَبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً} . ويقال: لى لُبْثة فى هذا الأَمر، أَى توقُّف. وإِنه لخبيث لَبيث نَبِيث، إِتباع.
اللِبْد واحد اللُبُود. واللِبْدة أَخصَّ. واللُبَّادة: ما يلبس من اللبود للمطر.
وقوله عز وجل: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} بتشديد الباءِ، فكأَنه أَراد: مالاً لابدا. يقالك مال لابد، ومالان لابدان، وأَموال لُبَّد.
والأَموال والمال يكونان بمعنى واحد. وقرأَ الحسن: (لُبُدا) بضمتين جمع لابد. وقرأَ مجاهد مثل قراءَة الحسن. وقرأَ أَيضا (لُبْدا) بسكون الباءِ كفارِه وفُرْه، وشارف، وشُرّف، وبَازل وبُزْل. وقرأَ زيد بن على وابن عمير وعاصم:(لِبَدا) مثال عنب، جمع لِبْدة أَى مجتمع
وقال قتادة فى قوله تعالى: {الذين هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} قال: الخشوع فى القلب وإِلْبادِ البصر فى الصلاة، أَى لزومِه موضع السجود. ويجوز أَن يكون من قولهم أَلبد رأْسَه: إِذا طأطأَ عند دخول الباب. والتركيب يدل على تكرّس الشىء بعضِه فوق بعض.