الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الفاء
الفاءُ المفردة حرف مهمل. وقيل: حرف ناصبة نحو: ما تأْتينا فتحدّثنا. وقيل: يخفض نحو:
- فمِثْلِك حُبْلَى قد طرقتُ ومُرْضعٍ -
بجرّ مثل.
وترد الفاءُ عاطفة، وتفيد الترتيب، وهو نوعان: معنوىّ كقام زيد فعمرو، وذِكْرىّ وهو عطف مفصّل على مُجمَل، نحو:{فَأَزَلَّهُمَا الشيطان عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} . وتفيد التعقيب، وهو فى كلّ شىءٍ بحسبه؛ كتزوّجَ فوُلد له، وبينهما مدّة الحمل. ويكون بمعنى ثُمَّ {ثُمَّ خَلَقْنَا النطفة عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العلقة مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المضغة عِظَاماً فَكَسَوْنَا العظام لَحْماً} . وبمعنى الواو نحو قوله:
…
بين الدخول فحومل.
ويجىءُ للسببيّة، وذلك غالب فى العاطفة جملة نحو:{فَوَكَزَهُ موسى فقضى عَلَيْهِ} ، أَو صفة نحو قوله تعالى:{لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا البطون فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الحميم} .
ويكون رابطة للجواب والجواب، جملة اسميّة، نحو قوله تعالى:{وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ} ، {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم} ؛ أَو يكون جملة فعليّة كالاسميّة، وهى الَّتى فعلها جامد، نحو:{إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً فعسى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ} ، {إِن تُبْدُواْ الصدقات فَنِعِمَّا هِيَ} ؛ أَو يكون فعلها إِنشائيَّا، نحو قوله تعالى:{إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فاتبعوني} ؛ أَو يكون فعلاً ماضياً لفظا ومعنى، إِمّا حقيقة، نحو قوله تعالى:{إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ} ، أَو مجازًا نحو قوله تعالى:{وَمَن جَآءَ بالسيئة فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النار} نُزّل الفعل لتحقّقه منزلة الواقع.
وقد يحذف ضرورة، نحو:
مَنْ يَفْعلِ الحسناتِ اللهُ يشكرها
أَى فاللهُ أَولا يجوز مطلقاً والرّواية:
من يفعل الخير فالرحمان يشكره
أَو هى لغة فصيحة، ومنه قوله تعالى:{إِن تَرَكَ خَيْراً الوصية لِلْوَالِدَيْنِ} ومنه حديث اللُّقَطة: "فإِن جاءَ صاحبها وإِلَاّ اسْتَمْتِعْ بها" أَى فاستمتِع.
والفاءُ فى حساب الجُمَّل: اسم لعدد الثمانين.
قال بعض النحاة: فاء الجواب يكون فى سبعة مواضع: جواب الأَمر والنَّهى، والدّعاءِ، والنفى، والتمنى، والاستفهام، والعَرْض.
مثال الأَمر: زُرْنى فأُكرمَك. مثال النَّهى، نحو قوله تعالى:{وَلَا تَمَسُّوهَا بسواء فَيَأْخُذَكُمْ} . مثال الدّعاءِ: اللهمَّ وفِّقنى فَأَشكرَك. مثال النَّفى: {وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ} . مثال التمنى: {ياليتني كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً} . مثال الاستفهام: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ} . مثال العَرْض، قوله تعالى:{لولا أخرتني إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ} .
وفاء التخيير يكون فى جواب أَمَّا: / {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بالطاغية وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} .
ومن أَقسام الفاءِ فاء التَأْكيد، وذلك يكون فى الأَمر؛ نحو: زيدًا مّا فَضُرَّ. ويكون فى القَسَم: فورَبِّك، فبعزَّتك.
ومنها الفاء الزَّائدة، وتدخل على الماضى نحو:{فَقُلْنَا اذهبآ} ، وعلى المستقبل:{فَيَقُولُ رَبِّ} ، وعلى الحرف:{فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ}
وقد يبدل عن الثاء؛ نحو فُمَّ فى ثُمَّ، وفُوم فى ثُوم.
ومنها الفاءُ اللّغوى وهو، زبد البحر قال:
لمَا مُزبد طامٍ يجيش بفائه
…
بأَجود منه يوم يأْتيه سائله