الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى عذب وعذر
العَذْب: الماءُ الطيِّب. والجمع عِذَابٌ. وعَذُب الماءُ عُذُوبة. قال تعالى: {هاذا عَذْبٌ فُرَاتٌ} . وأَعْذَبوا: صار لهم ماءٌ عذْب. والعَذَاب: (الإِيجاع الشديد. وعذَّبه تعذيباً: أَكثر حَبْسه فى العذاب. وعذَّبته: كدَّرت عِيشته ورَنَّقت حياته) . وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بالعذاب} أَى بالمجاعة. وأَصابه منىّ عَذَابُ عِذَبِينَ. وأَصابه منىّ العِذَبُونَ، أَى لا يُرفع عنه العذاب. وعذَّبته تعذيباً: عاقبته أَو أَطلت حبسه فى العذاب. وقوله: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ} أَى ما كان الله يعذبهمَ عذاب الاستئصال. وقوله: {وَمَا لَهُمْ أَلَاّ يُعَذِّبَهُمُ الله} أَى أَلَاّ يعذِّبهم بالسّيف.
واختُلِفَ فى أَصلِه، فقيل: هو من العاذب وهو الذى لا يأكل ولا يشرب من الدّواب وغيرها؛ وبات عَذُوباً: إذا لم يأكل شيئاً ولم يشرب. فالتعذيب حمل الإِنسان على أَن يَعْذِب أَى يجوع ويعطَش ويسهر. وقيل: أَصله من العَذْب، عذَّبته: أَزلت عَذْب حياته كمرّضته وقَذَّيته. وقيل: أَصله إِكثار الضرب بعَذَبة السّوط أَى طرَفها. وقيل: التعذيب هو الضرب. وقيل: هو من قولهم: ماءٌ عَذِب: إِذا كان فيه قَذًى وكَدَر.
والعُذْرُ تحرِّى الإِنسان ما يمحو به ذنوبه. يقال: عُذْر وعُذُر. وذلك
ثلاثة أَضرب: أَن يقول لم أَفعل، أَو يقول: فعلت لأَجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنباً، أَو يقول: فعلت ولا أَعود، ونحو ذلك. وهذا الثالث هو التوبة، وكلّ توبة عُذر، وليس / كلّ عذر توبة. وأَعذَر مَنْ أَنْذَر أَى بالغ فى العذر، أَى فى كونه معذورا. ومَنْ عَذِيرِى مِن فلان. وعَذِيرَك من فلان. قال عمْرو بن معدى كرب:
أُريد حياتَه ويريد قتلى
…
عذيرَك مِن خليلك من مُراد
ومعناه: هلمَّ مَن يعذِرك منه إِن أَوقعت به، يعنى أَنَّه أَهل للإِيقاع به، فإِن أَوْقعتَ به كنت معذورا. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:"لن يَهْلِكَ الناسُ حتىَّ يُعذَروا من أَنفسهم"، واستعذر النبىّ صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن أُبىّ، أَى قال:[من] عذيرى من عبد الله، وطلب من الناس العذْر إِن بَطَش به. والمعذِّر: من يظن أَن له عذرًا ولا عذر له، قال تعالى:{وَجَآءَ المعذرون} ، وقرئَ {المعذرون} أَى الَّذِين يأْتون بالعُذر. وقال ابن عبّاس: رحم الله المُعْذِرِين ولعَن الله المُعَذِّرين. وقوله: {قَالُواْ مَعْذِرَةً إلى رَبِّكُمْ} مصدر عذرت كأَنه قيل: اطلبْ منه أَن يعذرنى. وأعذَر: أَتى بما صار به معذورًا. وواللهِ ما استعذرتَ إِلىَّ وما استنذرت إِلىَّ، أَى لم تقدّم الإِعذار ولا الإِنذار. وفلان أَلقى معاذِيرَه.
ودُرّة عذراء: لم تُثقب. ورملة عذراء: لم توطأ.
وعِذَار الرّمل: حَبْل مستطيل منه. وغرسوا عِذَارًا من النخل: سَطرا متَّسِقاً منه. وعذارا الطريقِ: جانباه. وهو شديد العذار: شديد العزيمة. قال أَبو ذؤيب:
فإِنِّى إِذا ما خُلَّةٌ رثَّ وَصْلُهَا
…
وجَدَّتْ بصُرْمٍ واستمرّ عذارُها
وعذر الصبىَّ: أَزال عُذْرته أَى قُلْفته. وأَعذر فلاناً: أَزال نجاسة ذنْبهِ بالعفو عنه، والفرسَ: جعل له عِذَاراً. وهو طويل المُعَذَّر، أَى موضع العذار.
العَرُّ: الجَرَبُ ويضمُّ؛ لأَنَّه يعُرّ البدن أَى يعترضه. والمعرّة: المضرَّة. والاعترار: الاعتراض، قال تعالى:{وَأَطْعِمُواْ القانع والمعتر} ، أَى المعترِض بسؤاله، وقد عَرّه واعترّه.
ونزلْتُ بين المجرّة والمعرّة، أَى حيّين كثيرَىِ العدد، شبَّههما بهما لكثرة نجومهما. والمَعَرَّة: مكان من السَّماءِ فى الجهة الشاميّة نجومه تعْترّ وتشتبك.
وتعارَّ من الليل: هبَّ من النوم فى غمغمة. وكلام مثل عِرَار الظلِيم، وهو صياحه.