الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى كيس وكيف (وكيل)
الكَيْس: خلاف الحُمْق لأَنَّه مجتمَع الرأْى والعقل. ومنه الحديث: "كلُّ شىء بقَدَر حتَّى العجز والكَيْس". أَو الكيس [ضدُّ] العجز. ورجل كيِّس ظريف.
والكأْس - بالهمز وتركه -: الإِناء الذى يُشرب فيه قال: الله تعالى {بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ بَيْضَآءَ لَذَّةٍ} . والكأْس مؤنَّثة قال عمرو بن كلثوم.
من لم يمت عَبْطة يمت هَرَمًا
…
للموت كأْس والمرءُ ذائقها
والجمع أكؤُسٌ وكُؤوس وكاسات وكِئَاس، قال الأَخطل يصف نديمهُ:
خضِل الكِئاس إِذا تنشَّى لم تكن
…
خُلْفا مواعده كبرق الخُلَّب
كيف: اسم مبهم غير متمكِّن، وإِنما حُرّك آخره لالتقاءِ الساكنين، وبنى على الفتح دون الكسر لمكان الياء. وهو للاستفهام عن الأَحوال.
وقد يقع بمعنى التعجُّب والتوبيخ. قال تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بالله} .
ويكون حالا لا سؤال معه، كقولك: لأَكرمنَّك كيف أَنت، أَى على أَىّ حال كنت.
ويكون بمعنى النفى؛ كقول أَبى كاهل اليَشْكُرِىّ:
كيف ترجُون سِقاطى بعدما
…
جَلَّل الرأْسَ مَشِيبٌ وصلعْ
وقيل: كيف يستعمل على وجهين:
أَحدهما: أَن يكون شرطا فيقتضى فعلين متفقى اللفظ والمعنى غير مجزومين؛ نحو كيف تصنعُ أَصنع: ولا يجوز كيف تجلس أَذهبُ باتِّفاق
والثانى: - وهو الغالب - أَن يكون استفهاما، إِمَّا حقيقيًّا؛ نحو كيف زيدٌ، أَو غير حقيقىّ نحو:{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بالله} فإِنه أُخرج مُخْرَج التَّعجب.
وعن سيبويه أَنَّ (كيف) ظرف؛. وعن السيرافىّ والأَخفش أَنها اسم غير ظرف. ورتَّبوا على هذا الخلاف أُموراً.
أَحدها: أَن موضعها عند سيبويه نصب دائما، وعندهما رفع مع المبتدأ، نصب مع غيره.
الثانى: أَن تقديرها عند سيبويه: فى أَىّ حال، أَو على أَىّ حال؛ وعندهما، تقديرها فى نحو كيف زيد: أَصحيح ونحوه، وفى نحو كيف جاءَ زيد: راكبا جاءَ زيد ونحوه.
الثالث: أَن الجواب المطابق عند سيبويه: على خير ونحوه، وعندهما صحيح أَو سقيم، ونحوه.
وقال ابن مالك ما معناه: لم يقل أَحد إِن كيف ظرف، إِذ ليست زماناً ولا مكانا، ولكنها لمَّا كانت تفسَّر بقولك على أَىّ حال سؤالا عن
الأَحوال العامة سميت ظرفا لأَنها فى تأْويل الجارّ والمجرور واسم الظرف يطلق عليهما مجازا.
ومن زعم أَنها تأْتى عاطفة محتجَّا بقول القائل:
إِذا قلَّ مال المرءِ لانَتْ قناتُه
…
وهان على الأَدنَى فكيف الأَباعدِ
خُطِّئ فى زعمه. ودخول الفاء عليها يزيد خطأه وضوحا.
وفى الارتشاف: كيف تكون استفهاما، وهى لتعميم الأَحوال. وإِذا تعلَّقت بجملتين فقالوا: تكون للمجازاة من حيث المعنى لا من حيث العمل. وقَصُرت عن أَدوات الشرط بكونها لا يكون الفعلان معها إِلَاّ متَّفقين؛ نحو كيف تجلس أَجلس. وسيبويه يقول: يجازى بكيف، والخليل يقول: الجزاء به مستكره. انتهى.
وأَما قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} / فهو توكيد لما تقدم، وتحقيق لما بعده، على تأويل أَن الله لا يظلم مثقال ذرّة فى الدنيا فكيف فى الآخرة. وإِذا ضممت إِليه ما صحّ أَن يجازى به تقول: كيف ما تفعل أَفعل.
وقال الفرَّاءُ: كيف لى بفلان؟ فتقول: كلّ الكيفِ والكيفَ، بالجرّ والنصب.
وكل ما أَخبر الله تعالى بلفظ (كيف) عن نفسه فهو استخبار على طريق التنبيه للمخاطب، وتوبيخٌ كما تقدم فى الآية.
وقد يحذف فاء كيف فيقال. كَى كما قالوا فى سوف: سَوْ. قال:
كَىْ تجنحون إِلى سَلْم وما ثُئرت
…
قتلاكمُ ولظَى الهيجاءِ تَصْطَرِمُ
الكَيْل: مصدر كال الطعام كَيْلا وتكَالا ومَكِيلاً، واكتاله بمعنى. والاسم الكِيلة. قال تعالى:{إِذَا اكتالوا عَلَى الناس يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} يحث على تحرّى العدل فى كل ما وقع فيه أَخذٌ وعطاءٌ وقوله: {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} أَى مقدار حِمل بعير. والكيل أَيضا: الظرف الذى يُكتال به. وبمعناه المكيال والمِكْيَل والمِكْيَلة.