الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى كن وكند وكنز
الكِنَّ والكِنَّة والكِنَان - بكسرهن -: وِقاء كل شىء وسِتره. والكِنَّ أَيضا: البيت، والجمع: أَكنان. كنَّه يكنَّه كَنًّا وكُنونا، وأَكنَّه وأَكتنَّه: ستره، قال تعالى:{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ} وأَكننت: أَخفيت بمايستر فى النفس قال تعالى: {أَوْ أَكْنَنتُمْ في أَنْفُسِكُمْ} . والكِنان بالكسر: الغطاء الذى يُكنّ فيه الشىء، والجمع أَكِنَّة نحو غطاءٍ وأَغطية. وقوله تعالى:{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا في أَكِنَّةٍ} قيل معناه: فى غطاءٍ عن تفهُّم ما تورده علينا. وقوله: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ} عنى به اللوح المحفوظ، وقيل: هو قلوب المؤمنين، وقيل ذلك إِشارة إِلى كونه محفوظاً عند الله تعالى؛ كما قال تعالى:{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
والكُنَّة - بالضمّ - سَقِيفة فوق باب الدار، وبالفتح: امرأَة الابن أَو امرأَة الأَخ لكونها فى كِنٍّ من حفظ زوجها، وبالكسر البياض.
وكِنَانة السهم: جَعْبة من جلد لا خشب فيها وقيل بالعكس.
كَنَد النِعمة يكنِدها - بالكسر - كَنْدا وكُنُودا أَى كفرها؛ فهو كَنُود وكَنَّاد. قال الله تعالى: {إِنَّ الإنسان لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} ، قال الكلبىّ: أَى لكفور بالنعمة، وقال الزجاج: أَى لكافر، وقال الحسن: الكَنُود: اللوّام
لربه يَعُدّ المصيبات وينسى النعم، وقال الخليل: تفسير هذه الآية أَنه يأْكل وحده، ويمنع رفده، ويضرب عبده. وامرأَة كَنُود وكُنُد بضمَّتين قال الأَصمعى: هى الكَفُور للمودّة والمواصلة، قال النَمِر بن تَوْلَب رضى الله عنه:
فقلت وكيف صادتنى سُلَيمَى
…
ولَمَّا أَرمها حتَّى رمتنى
كَنُود لا تَمُنَّ ولا تفادِى
…
إِذا علقت حبائِلُها بَرهن
وأَرض كَنُود لا تُنبت شيئاً. وكَنَده: قطعة. قال الأَعشى:
أَميطى تُميطى بصلب الفؤادْ
…
وصَولِ حبال وكَنَّادها
الكنز: اسم المال المدفون. وقد كنزه يكنِزه - كضربه يضربه -. وقال الليث: الكنز اسم للمال، أَو لِمَا يُحرَز به المال. قال الله تعالى:{والذين يَكْنِزُونَ الذهب والفضة} وقد كنزت التمر. وكلُّ شىء غمزته بيدك أَو برجلك فى وعاء أَو أَرض فقد كنزته، قال المتنخل الهُذَلىّ:
لا دَرّ دَرِّىَ إِن أَطعمْت نازلكم
…
قِرْفَ الحَتِىِّ وعندى البُرّ مكنوز
وهم يكنِزون الرماح أَى يَرْكُزونها فى الأَرض.
والكنز: الفضَّة فى قول الشاعر:
كأَنَّ الهِبْرقِىّ غدا عليها
…
بماءِ الكنز أَلبسه قَرَاها
وفى قول عدىّ بن زيد بن مالك.
وشتيت بناصع اللون حُرٍّ
…
وثنايا مفلَّجات عِذابِ
دُمْية شافها رجال نصارَى
…
يوم فِصْح بماءِ كَنْزٍ مُذاب
أَى الذهب وفى حديث أَبى ذَرٍّ رضى الله عنه: "بَشِّر الكنَّازين برَضْف فى الناغِض" هم الذين يكنزون الذهب والفضَّة ولا ينفقونها فى سبيل الله.
وقوله تعالى: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا} ، قيل: مال مدفون، وقيل: إِنما كان صحيفة علم مكتوب فيها خمس كلمات: عجبت لمن أَيقن بالموت كيف يفرح؛ وعجبت لمن أَيقن بِزوال الدنيا وتقلُّبها كيف يطمئن إِليها؛ يعملون السيِّئات ويرجون الحسنات؛ يزرعون الشوك ويطمعون فى الحصاد؛ ومن آمن نجا، لا إِله إِلا الله محمد رسول الله. وقال تعالى:{وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكنوز مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بالعصبة} وقال تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ} .