الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى كفل
الكفالة: الضَّمان. ويقال: هو كافيه وكافله، وهو يكفينى ويكفُلنى: يعولنى وينفق علىّ. وأَكفلته إِيّاه وكفَّلته، قال تعالى:{أَكْفِلْنِيهَا} . وهو كفيل بنفسه وبماله، وكَفَل عنه لغريمه بالمال، وتكفَّل به. وهو كِفْل بيِّن الكُفُولة: لا يثبت على ظهر الدّابّة. والكافل: العائل، والضامن، والذى لا يأْكل أَو يصلُ الصّيام، والجمع: كُفَّلٌ وكُفَلاءُ. كفَل بالرجل يكفُل - كنصر ينصر - وكَفَل يكفِل - كضرب يضرب - وكفُل يكفُل - ككرم يكرم - وكفِل يكفَل - كعلم يعلم - كَفْلا وكفولة، وكَفَالة. وتكفَّل. وقال تعالى:{وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} أَى كفَّلَها الله زكريا. ومن خَفَّف جعل الفعل لزكريّا، والمعنى: تضمّنها.
والكِفْل: الحظّ، والنصيب الذى فيه الكفاية، كأَنَّه تكفل بأَمره. والكِفْل أَيضاً: الضِعْف، قال تعالى:{يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ} ، قيل: أَى كِفلين من نعمته فى الدّنيا والآخرة، وهما المرغوب إِلى الله فيهما بقوله:{رَبَّنَآ آتِنَا فِي الدنيا حَسَنَةً وَفِي الآخرة حَسَنَةً} . وقيل: لم يعن بقوله (كِفْلَيْنِ) نعمتين اثنتين، ولا ضعفين، بل أَراد النعمة المتوالية المتكفَّلة بكفالته، ويكون تثنيته على حدّ ما ذكر فى لبَّيك وسعديك.
وقوله: {يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا} ، فإِن الكِفْل هاهنا ليس بمعنى الأَوّل بل هو مستعار من الكِفل وهو الشىءُ الرّدىءُ، واشتقاقه من الكَفَل؛ وهو أَن الكَفَل لمّا كان مَرْكبًا ينبو بِراكبِه صار متعارفاً فى كل شدّة، كالسِيسَاء، وهو العظم الناتئ من ظهر الحمار، فيقال: لأَحملنَّك على الكَفَل وعلى السِيساءِ. ومعنى الآية: مَن ينضمّ إِلى غيره معيناً له فى فَعْلَة حسنة يكن له منها نصيب، ومن ينضمّ إِلى غيره معيناً له فى فَعلة سيّئة تناله منها شدّة. وقيل: الكِفْل: الكفيل. ونبّه أَنَّ من تحرّى شرًّا فله من فعله كفيل يسلِّمه، كما قيل: من ظلم فقد أَقام كفيلاً بظلمه، تنبيهاً أَنه لا يمكنه التخلّص من عقوبته.