الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى قض وقضيب وقضى
قضَّ الشىءَ: دقَّه. وانقضَّ الجدار: تصدّع ولم يقع بعد، (كانقاضّ انقياضاً) .
القَضْب: القطع. وسيف قاضب وقضيب: قاطع. والجمع: قواضب. ورجل قَضَّابة: قطَّاع للأُمور مقتدر عليها. والقَضْب والقَضْبة: الرَطْبة وبالفارسية إِسْفَسْت. وأَهل مكَّة - حرسها الله تعالى - يسمّون القَتَّ: القَضْب، قال تعالى:{فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً} . والقَضْب أَيضاً يتَّخذ منه القسّى، قال أَبو دُوادَ جارية بن الحجّاج:
وعنسٍ قدْ بَراها لذَّة
…
المَوْكِب والشَّرب
رذايا كالبلايا أَو
…
كعيدانٍ من القضب
رفعناها ذميلاً فى
…
مُمَلٍّ معملٍ لَحْبِ
ويقال: إِنَّهُ من جنس النَبْع. والقضْب أَيضاً من الشجر: كلُّ شجر بُسطت أَغصانه وطالت. والقضْب: اسم يقع على ما قضبْتَ من أَغصان لتَتَّخذ منها سِهَاماً أَو قِسِيّا.
القضاءُ - بالمَدّ والقصر -: الحكم. وقضى عليه يقضىِ قَضْياً وقضاء وقضيّة، وهى الاسم. والقضاءُ: الصّنع، والحَتْمُ، والبيان، وفصْل الأَمر فعلا كان أَو قولا، وكلّ منهما على وجهين: إِلهىّ وبشرىّ.
فمن الإِلهىّ: قوله تعالى: {وقضى رَبُّكَ أَلَاّ تعبدوا إِلَاّ إِيَّاهُ} ، أَى أَمرَ ربّك، وقوله:{وَقَضَيْنَآ إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكتاب} ، هَذَا قضاءٌ بالإِعلام، أَى أَعلمناهم وأَوحينا إِليهم وحياً جزماً. وقوله:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} إِشارة إِلى إِيجاده الإِبداعىّ والفراغ منه. وقوله: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ} أَى لفُصِل بينهم.
ومن الفِعل البَشَرِىّ قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ} ، وقوله {ثُمَّ اقضوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونَ} أَى افرُغوا من أَمركم.
وعُبر عن الموت بالقضاء، فيقال: قضى نَحْبَه، كأَنه فصل أَمره / المختصّ به من دنياه. وقوله:{فَمِنْهُمْ مَّن قضى نَحْبَهُ} قيل: قضى نذره؛ لأَنه كان قد أَلزم نفسه أَلَاّ يَنْكُل عن العِدا أَو يُقتل، وقيل معناه: منهم من مات. وقوله: {ثُمَّ قضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ} ، قيل: عُنى بالأَوّل أَجل الحياة، وبالثانى أَجل البعث. وقوله:{ياليتها كَانَتِ القاضية} ، وقوله:
{يامالك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} كناية عن الموت. وقوله: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصلاة} أَى فرغتم منها. وقال: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ} أَى أَدَّيتم. وقوله: {إِذْ قَضَيْنَآ إلى مُوسَى الأمر} أَى أَخبرناه. وكذلك: {وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الأمر} . وقوله: {فاقض مَآ أَنتَ قَاضٍ} أَى افعل ما أَنت فاعل {إِنَّمَا تَقْضِي هاذه الحياة الدنيآ} أَى تفعل، {لِّيَقْضِيَ الله أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} ، أَى ليفعل؛ {إِذَا قضى أَمْراً} ، أَى فعل. {إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْراً} أَى فعل.
وقوله: {لَا يقضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ} ، أَى لا ينزل عليهم الموت. وقوله:{فَوَكَزَهُ موسى فقضى عَلَيْهِ} ، فقتله. {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} أَى ليُمتنا، {ياليتها كَانَتِ القاضية} .
ويكون بمعنى الوجوب والوقوع: {قُضِيَ الأمر الذي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} ، {وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً} : مكتوبا فى اللَّوح المحفوظ.
وبمعنى الإِتمام والإِكمال، {فَلَمَّا قضى مُوسَى الأجل} أَى أَتمَّ، {أَيَّمَا الأجلين قَضَيْتُ} ، أَى أَتممت؛ {ليقضى أَجَلٌ مُّسَمًّى} : ليتمّ،
{مِن قَبْلِ أَن يقضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} ، {فَمِنْهُمْ مَّن قضى نَحْبَهُ} : أَتمَّ أَجله.
وبمعنى فصل الحكومة والخصومة: {وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحق} فُصِل {لَقُضِيَ الأمر بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} : لفصل؛ {فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بالقسط} : فُصل، وقوله:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} ، أَى خلقهنَّ. {إِذْ قَضَيْنَآ إلى مُوسَى الأمر} أَى وصَّينا وعهِدنا إِليه. {وقضى رَبُّكَ أَلَاّ تعبدوا إِلَاّ إِيَّاهُ} أَى أَمر وأَوصى. {ثُمَّ اقضوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونَ} أَى امضوا.
والاقتضاءُ: المطالبة بقضاءِ الأَمر، ومنه قولهم: هذا يقتضى كذا.
والقضاءُ من الله أَخصّ من القَدَر؛ لأَنه الفصل بين التقدير، والقَدَر هو التقدير، والقضاءُ هو التفصيل والقطع. وذكر بعض العلماء أَنَّ القَدَر بمنزلة المُعَدّ للكيل، والقضاءَ بمنزلة الكيل، ولهذا قال أَبو عُبَيد لعمر لمَّار أَرادوا الفرار من الطَّاعون من الشَّام: أَتفرّ من القضاء؟ قال: أَفرّ من قضاء الله إِلى قدر الله، تنبيهاً أَنَّ القَدَر ما لم يكن قضاء فمرجوّ أَن يدفعه الله، فإِذا قَضَى فلا يندفع، ويشهد لهذا قوله تعالى:{وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً}
ومنه قولهم: المقْضِىّ كائن. وَقُضِىَ الأَمْرُ، أَى فصل، تنبيها أَنَّه صار بحيث لا يمكن تلافيه.
وكل قول مقطوع به من قولك: هو كذا أَو ليس بكذا، يقال له قضيّة صادقة، وقضيَّة كاذبة.
واستُقضِىَ علينا فلان، واستقضاه السُّلطان. قال:
إِذا خان الأَمير وكاتِباه
…
وقاضى الأَمرِ داهنَ فى القضاء
فويلٌ ثمَّ ويل ثمَّ ويل
…
لقاضى الأَرض من قاضى السماءِ
وروينا فى مسند الإِمام أَحمد مرفوعاً: "مَن جُعل قاضياً فقد ذُبح بغير سِكِّين" وقال: "القضاة ثلاثة: قاض فى الجنَّة وقاضيان فى النَّار".