الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى فرش وفرض
الفَرْش: بَسط الثياب، والمفروش: فَرْش أَيضاً وفِرَاش، قال تعالى:{الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض فِرَاشاً} أَى ممهّدة غير نابية بتعسير الاستقرار عليها. وجمع الفِرَاش: فُرُش، قال تعالى:{وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ} . ويُكنى بالفراش عن كلٍّ من الزوجين. وفلان كريم المفارش، أَى النساءِ، قال أَبو كبير الهُذَلىّ:
سُجراءَ نفسى غيرَ جمع أُشابة
…
حُشُدا ولا هُلُكِ المفارِش عُزَّل
وقال صلى الله عليه وسلم: "الوَلَدُ للفِرَاش". وفَرَشْتُهُ أَفْرِشُه أَى بسطته له كلّه. وفرشت له فِراشاً، وفرشته إِيَّاه، وأَفرشته.
ورأَيت فَرَاشَةً وهى واحد الفَرَاش للطويئر الذى يتعرَّض لإِحراق نفسه، قال تعالى:{كالفراش المبثوث} . وما فلان [إِلَاّ] فراشة، مَثَل فى الحقارة وخفَّة الرأْس.
وقوله تعالى: {وَمِنَ الأنعام حَمُولَةً وَفَرْشاً} ، فالحَمُولة: ما يطيق الحمل، والفرشُ: ما لا يطيقه لصغره وضعفه.
والفَرْض: الحَزّ، والتوقيت، وما أَوجبه الله تعالى. وكذا المفروض. فَرَض الله الصلاةَ وافترضها، وحقُّك فَرْض ومفروض ومفترَض. وفَرَضَ الله الفرائض. وفلان فَرَضِىّ وفارض وفرَّاض: معه علم الفرائض. والفَرْض كالإِيجاب، لكنَّ الإِيجاب اعتبارا بوقوعه، والفرض اعتباراً بقطع الحكم فيه، قال تعالى:{سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} أَى أَوجبنا العمل بها. وقرئ بالتَّشديد، أَى جعلنا فيها فريضة بعد فريضة، وقيل: فصَّلناها وبيَّنَّاها. وقوله تعالى: {نَصِيباً مَّفْرُوضاً} أَى معلوماً، وقيل: مقطوعاً عنهم.
وقيل: ورد الفرض فى القرآن على خمسة أَوجه:
1-
بمعنى الإِيجاب: {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحج} ، {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ} أَى أَوجبنا، {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} : أَوجبتم.
2-
بمعنى الإِحلال: {مَّا كَانَ عَلَى النبي مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ الله لَهُ} .
3-
بمعنى الإِنزال: {إِنَّ الذي فَرَضَ عَلَيْكَ القرآن} أَى أَنزل وأَوجب العمل به.
4-
بمعنى قسمة الصَّدقات والغنائم والميراث: {إِنَّمَا الصدقات لِلْفُقَرَآءِ} إِلى قوله: {فَرِيضَةً مِّنَ الله} ، أَى قسمة. {أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ الله} أَى قسمة، {مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً} ، أَى
مقسوماً. وقيل: كلّ موضع ورد فرض الله عليه ففى الإِيجاب الَّذى أَوجبه الله، وما ورد من فرض الله له فهو أَلَاّ يحْظُرها على نفسه، نحو:{مَّا كَانَ عَلَى النبي مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ الله لَهُ} .
وقوله: {وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً} ، أَى سميَّتهم لهنَّ مهرًا، وأَوجبتم على أَنفسكم ذلك.