الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى متع
مَتَع النهار يَمْتَع - كمنع يمنع - مُتُوعا: ارتفع. والمانِع: الطويل من كل شىء. وحَبْل ماتع: جيّد الفتل. ونبيذ ماتع: شديد الحمرة. وكل شىءٍ جيّد فهو ماتع. والمتاع: السلعة، والمتاع: المنفعة، وما تمتَّعت به، قال المسيَّب بن عَلَس:
أَرحلتَ من سَلمَى بغير متاعِ
…
قبل العُطَاس ورُعتها بوَادع
أَى قبل أَن ترى ما تكره. وقال الليث: المتاع من أَمتعة البيت: ما يستمتع به الإِنسان فى حوائجه، وكذلك كل شىء نحوه. والدنيا متاع الغُرُور.
وقوله تعالى: {مَتَاعُ الحياة} أَى منفعتها التى لا تدوم، وقال بعض العرب فى امرأَته يهجوها على كفران النعمة:
لو جُمع الثُلاث والرُباع
…
وحِنطة الأَرض التى تُباع
لم تَرَهُ إِلَاّ هوَ المتاع
الثُّلاث والرُّباع: أَحدهما كيل معلوم والآخر وزن معلوم، يقول: لو جمع لها جميع ما يكال أَو يوزن لم تره هذه المرأَة إِلَاّ / مُتْعة قليلة.
وقولُه تعالى: {ابتغآء حِلْيَةٍ} ، أَى ذهب أَو فضة، (أَوْ مَتَاع) أَى حديد وصُفْر ونحاس ورصاص. والمتْعَة والمِتْعة - بالضم والكسر -: ما يُتبلَّغ به من الزاد، والجمع: مُتَع ومِتَع، كغُرَف وكِسَر.
ومتعة المرأَة إِذا طلَّقها زوجها متَّعها متعة فوصلها بشىءٍ من غير أَن يكون له لازماً ولكن سُنَّة، {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الموسع قَدَرُهُ وَعَلَى المقتر قَدَرُهُ مَتَاعاً بالمعروف} . ومتعة التزوّج: كان الرجل يتزوّج المرأَة يتمتَّع بها أَيَّاماً ثم يخلِّى سبيلها؛ وكان ذلك بمكَّة حين حجّ النبىّ صلى الله عليه وسلم ثلاثة أَيام، ثم حرّمها الله إِلى يوم القيامة. كان الرجل يشارط المرأَة شَرْطاً على شىء بأَجل معلوم، ويعطيها شيئاً فيستحل بذلك فرجها، ثم يخلِّى سبيلها من غير تزويج ولا طلاق.
والمتعة فى الحج: أَن يضمّ الرجل عمرة إِلى حِجّة.
والمُتْعة والمَتَاع: اسمان يقومان مقام المصدر الحقيقىّ، وهو التمتيع. وأَمتعه الله بكذا أَى متَّعه. وقال أَبو زيد: أَمْتَعت بالشىء أَى تمتَّعت به. وقوله تعالى: {فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً} بالتخفيف. وهى قراءَة ابن عامر، أَى فأُؤخِّره. ومتَّع الشىء تمتيعاً طوّله. ومتَّعه الله بكذا، أَى أَبقاه وأَنْسأَه إِلى أَن ينتهى شبابه، وقوله تعالى:{وَأَنِ استغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى} أَى يُبْقِكم بقاء فى عافية إِلى وقت وفاتكم، ولا يستأْصلكم بالعذاب كما استأْصل أَهل القرى الذين كفروا. وقيل
يعمّركم. والتمتيع: التعمير. ومثله قوله تعالى: {إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ} وقوله: {فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً} ، وهى قراءة مَن سوى ابن عامر، أَى فأُؤخِّره.
واستمتعت بالشىءِ وتمتَّعت بمعنى. وقوله تعالى: {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ} ، قال الفرَّاءُ: رَضُوا بنصيبهم فى الدنيا مِن أَنصبائهم فى الآخرة، وفعلتم أَنتم كما فعلوا؛ ونحو ذلك قال الزجَّاج. وقوله تعالى:{فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ} أَى انتفعتم به من وطئهن. وقوله تعالى: {رَبَّنَا استمتع بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} . وقوله: {تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ} يَقول: تردَّدوا، وقيل: عِيشوا عَيْشاً صحيحاً ثلاثة أَيَّام، وهذا الأَمر وعيد. والله أَعلم.
وقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ} تنبيهٌ على أَن لكل إِنسان من الدنيا تمتُّع مدّة معلومة. وقوله: {قُلْ مَتَاعُ الدنيا قَلِيلٌ} تنبيه أَن ذلك فى جنب الآخرة غير معتدّ به. وقوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ} أَى طعامهم، وقيل: وعاءَهم، وكلاهما متاع، وهما متلازمان؛ فإِن الطعام كان فى الوعاءِ.
وكل موضع فى القرآن ذكر [فيه] تمتَّعوا فى الدنيا فإِنما هو على طريق التهدّد، وذلك لما فيه من معنى التوسّع. والله أَعلم.