الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
/
بصيرة فى لعل
وهو حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر. وقيل: قد ينصبهما، وزُعم أَنه لغة لبعض العرب، وحكوا: لعلَّ أَباك منطلقاً، وتأْويله عند الجمهور على إِضمار يوجد، وعند الكسائى على إِضمار يكون.
وبنو عُقَيل يخفضون بها المبتدأ كقول كعب بن سعد الغَنَوىّ:
ودَاعٍ دعا هل من مجيب إِلى النَّدى
…
فلم يستجبه عند ذاك مجيب
فقلت ادعُ أُخرى وارفعِ الصوت جهرةً
…
لعلَّ أَبى المغوار منك قريب
ويروى لعلَّ أَبا المغوار ورُوى: يا من يجيب إِلى النِّدا.
ويتصل بلعَلَّ ما الحرفيّة فيكفها عن العمل؛ وجوَّز قوم إِعمالها حينئذ حملاً على ليت لاشتراكهما فى أَنهما يُغيّران معنى الابتداء.
وفى لَعلَّ لغات كثيرة: عَلَّ، علِّ، لعلَّ، لعلِّ، لعَلَّتَ، لعاً، رعَنَّ، رغَنَّ، رعَلَّ، لعَنَّ، لغَنَّ، لأَنَّ عَنَّ، أَنَّ، لَوَنَّ. وعن ابن السكيت: لعَلِّى، ولعلَّنى، ولعَنِّى وعَلِّى، عَلَّنِى ولأَنِّى، ولأَنَّنِى ولَوَنِّى ورَعَنِّى ورَغَنِّى ولَغَنِّى ولعَنَّنِى.
ولها معان:
أَحدها: التوقُّع وهى ترجِّى المحبوب، والإِشفاق من المكروه؛ نحو: لعلَّ الحبيب مواصل، ولعل الرقيب حاصل. وتختص بالممكن.
وأَمَّا قول فرعون: {لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأسباب أَسْبَابَ السماوات} فإِنما قاله جاهلاً أَو مَخْرَقة وإِفْكًا.
والثانى: التعليل. أَثبته جماعة، وحملوا عليه قوله تعالى:{فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يخشى} ، ومن لم يثبته يحمله على الرجاء ويصرفه إِلى المخاطبين، أَى اذهبا على رجائكما.
الثالث: الاستفهام أَثبته الكوفيُّون، ولهذا عُلِّق بها الفعل فى نحو:{لَا تَدْرِى لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً} ونحو: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يزكى} .
ويقترن خبرها بأَنْ كثيرا حملاً على عسى؛ كقوله:
لعلك يوم أَن تلمَّ ملمَّة
وبحرف التنفيس قليلا كقوله:
فقولا لها قولا رقيقا لعلّها
…
سترحمنى من زفرِة وعويل
ولا يمتنع كون خبرها فعلاً ماضياً، نحو قوله صلى الله عليه وسلم:"وما يدريك لعلّ الله اطَّلع على أَهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". وقوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يوحى إِلَيْكَ} أَى يظنُّ بك الناس [ذلك] . وقوله: {واذكروا الله كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} أَى اذكروا الله راجين الفلاح. وقوله تعالى فيما ذكر عن قوم فرعون: {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السحرة} فذلك طمع منهم فى فرعون.