الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى قنت وقنط وقنع وقنى وقنو
القُنُوت ينقسم إِلى أَربعة أَقسام: الصّلاة، وطول القيام، وإِقامة الطاعة، والسّكوت. وروى عن زيد بن أَرقم رضى الله عنه:"كنَّا نتكلَّم في الصّلاة، يكلِّم أَحدنا صاحبه فى حاجته، حتى نزلت: {وَقُومُواْ للَّهِ قَانِتِينَ} فأُمر بالسّكوت". وسئل ابن عمر رضى الله عنهما عن القنوت فقال: ما أَعرف القنوت إِلا طول القيام. ثمّ قرأَ: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ الليل سَاجِداً وَقَآئِماً} . وقال الزجّاج: المشهور فى اللغة أَنَّ القنوت الدّعاء، وأَنَّ القانت الدّاعى. ابن الأَعرابىِّ: أَقنت: دعا على عدوّه، وأَقنت: إِذا أَطال القيام فى الصّلاة، وأَقنت: إِذا أَدام الحج، وأَقنت: إِذا أَطال الغزو، وأَقنت: إِذا تواضع لله تعالى.
وقوله تعالى: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} قيل: خاضعون، وقيل: طائِعون وقيل: ساكتون، يعنى عن كلام الآدميين، وكل ما ليس من الصّلاة فى شىءٍ وعلى هذا ما روى:"قيل أَىّ الصَّلاة أَفضل؟ قال: القنوت"، أَى الاشتغال بالعبادة ورفض كلّ ما سواه. قال تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً} .
قَنَط يَقْنُط ويَقْنِط قُنُوطا، وقنِط يَقْنَط - كفرح يفرح - قَنَطاً وقَنَاطة، وقَنَط يَقْنَط - كجعل يجعل - أَى يئس، وقنَّطه غيره، قال تعالى:{لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ الله} .
القُنُوع: السؤال والتذلُّل للمسأَلة، وقد قَنَع يَقْنع كمنع يمنع. ومن دعائهم: نسأَل الله القَناعة، ونعوذ به من القُنوع. وقال الشمَّاخ:
لمالُ المرءِ يُصلحه فيُغنى
…
مفاقِره أَعفّ من القنوع
يعنى: من مسأَلة النَّاس. ورجل قانع وقَنِيع. قال الأَصمعىّ: رأَيت أَعرابيًّا يقول فى دعائه: اللهم إِنِّى أَعوذ بك من القُنُوع والخضوع والخنوع. وما يغضّ طَرْف المرء، ويُغرى به لئام الناس. قال الله تعالى:{وَأَطْعِمُواْ القانع والمعتر} ، الَّذى يتعرَّض ولا يسأَل. وقيل: القانع: الذى يقنع بالقليل وقال عدىّ بن زيد:
ولا خُنْتُ ذا عهد وأَيتُ بعهده
…
ولم أَحرم المضطرّ إِذْ جاءَ قانعاً
يعنى سائلا. وقال الفرَّاءُ: القانع هو الَّذى يسأَلك فما أَعطيته قَبِلَهُ.
والقناعة: الرّضا بالقَسْم. وقد قنِع - بالكسر - يَقْنَع قناعة. زاد أَبو عبيدة قُنْعاناً وقَنَعا - محركة - فهو قَنِع، وقانع، وقَنُوع، وقَنِيع. وفى حديث النبىّ صلى الله عليه وسلم:"القناعة مال لا ينفد". أَقنعه الشىء: أَرضاه وأَقنع رأسه: إِذا نصبه، قال الله تعالى:{مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} أَى رافعى رءُوسهم وهم ينظرون فى ذلّ. وقال ابن عرفة يقال: أَقنع رأسه إِذا نصبه لا يلتفت يميناً ولا شِمالاً، وجعل طَرْفه موازياً لما بين يديه؛ وكذلك الإِقناع فى الصلاة. وفى الحديث: "كان لا يُصَبِّى رأسه فى
الرّكوع ولا يُقْنعه". وفى الحديث الآخر: "إِذا أَخذ الحُسَين فجعل إِحدى يديه تحت ذَقنه، والأُخرى فى فَأس رأسه ثمّ أَقنعه فقبَّله" أَى رفعه. وأقنعنى فلان: أَحوجنى. وقنَّعته تقنيعاً: رَضَّيته، ومنه الحديث:"طوبى لمَن هُدِى الإِسلام وكان عيشه كَفَافاً وقُنّع به". وهكذا رواه الحربى رحمه الله.
القِنْية والقُنية - بالكسر والضّم - ما اكتُسِب. والقِنَى كإِلىَ: الرضا. وقَنَاه الله وأَقناه: أَرضاه، قال تعالى:{أغنى وأقنى} ، وقيل: أَقنى: أَعطى ما فيه الغنى، وتحقيقه أَنَّه جعل له قُِنْية من الرّضا والطاعة فَغَنِىَ بهما أَعظم غنى.
والقِنْو والقُنْو - بالكسر وبالضم - والقِنَا - بالكسر وبالفتح -: الكِبَاسة والجمع: أَقناء وقنوانٌ وقنيان مثلَّثتين، قال الله تعالى:{قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} .