الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى لوح ولوذ ولوط ولوم
اللَّوْح: ما يكتب فيه من الخشب، ولَوْحُ السفينة. وقوله تعالى:{فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} استأْثر الله بالعلم بكيفيته، وليس لأَحد بحقيقته علم إِلَاّ بقدر ما رُوى لنا فى الآثار الصّحيحة، وهو المعبّر عنه بالكتاب فى قوله تعالى:{إِنَّ ذلك فِي كِتَابٍ} ، والجمع: أَلواح قال تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ على ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} . ونظرت إِلى أَلواحه ولوائحه، أَى إِلى ظواهره.
وبه لَوْحٌ شديد، أَى عَطَش. ولاح والْتَاح: عطش. ولاح البرق والنجم وغيرهما، وأَلاح، قال جِران العَوْد:
أُراقِب لَوحاً من سُهَيلٍ كأَنه
…
إِذا ما بدا من آخر الليل يطرِف
وقال المتلمِّس:
وقد أَلاحَ سهيلٌ بعد ما هجعوا
…
كأَنَّه ضَرَم بالكف مقبوس
ولاحته النَّار والسَّموم: غيَّرته، وكذا لوَّحته. وأَلاحَ بسيفه وبثوبه، ولوَّح به: لَمَع به. ولوّح للكلب برغيف فتبعه. وأَلاح من الشىء وأَشاح: أَشفق وحذِر. ولاح لى أَمرُك: ظهر وبرز.
لاذ به يَلُوذ لَوْذًا ولَوَاذًا ولُواذ ولِوَاذا بالحركات الثلاث. وقرأَ [يزيد بن] قُطَيب: {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لَوَاذاً} ، و (لُواذًا) بالفتح والضمَّ، أَى لجأَ إِليه وعاذ به واستتر. قال عمرو بن جميل:
يُريغ شُذَّاذًا إِلى شذَّاذ
…
من الرَبَاب دائم التَلْواذ
واللَوْذ أَيضا: جانب الجبل، وما يُطيف به. والجمع: أَلواذ.
ولاوذ القوم لِواذًا: لاذ بعضهم ببعض، ومنه قراءَة الجمهور:{يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً} .
قال القُطامىّ:
وما ضَّرها أن لم تكن رَعَتِ الحِمَى
…
ولم تطلب الخير المُلاوِذُ من بِشْر
أَى لا يجىء خيره إِلَاّ بعد كدّ وجهد، قاله ابن السكيت.
وقال الزجاج فى قوله تعالى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِواذاً} : إِنَّ معنى اللِوَاذ: الخلاف، أَى يخالفون خلافاً. وقال بعضهم: يلاوذونه فراراً منه وتباعد. وقيل: تستُّرًا. وكان المنافقون إِذا أَراد الواحد منهم مفارقة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم لاذ بغيره متستِّراً ثم نهض.
لوط النبىّ صلوات الله عليه ينصرف مع العجمة والتَّعريف، وكذلك نوح، وإِنّما أَلزموهما الصرف لأَن الاسم على ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن، وهو على غاية الخفة، فقاومت خفَّته أَحد السَّببين. واشتقاقه من: لاط
الشىءُ بقلبى يَلُوط ويَلِيط لَوْطا ولَيْطاً. يقال: هو أَلْوط بقلبى وأَلْيط، وإِنى لأَجد له فى قلبى لَوْطاً ولَيْطا، أَى الحب اللازق بالقلب. ولُطت الحوض بالطين لَوْطا: بلَّطّته به وطيَّنته. ولاط يَلُوطُ: عمِل عمَل قوم لوط، مشتق من لفظ لوطٍ النَّاهى عنه، لا من لفظ المتعاطين له.
اللَّوم واللَّوماءَ / واللَّوْمَى واللائمة: العَذْل. لامه لوما ومَلَاما ومَلَامة فهو مَلِيم ومَلُوم. قال تعالى: {فَلَا تَلُومُونِي ولوموا أَنفُسَكُمْ} ، وقال:{فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} ذكر اللوم تنبيهاً على أَنه إِذا لم يلاموا لم يفعل بهم ما فوق اللوم. وأَلام: استحق اللَّوم، أَو صار ذا لائمة. قال تعالى:{فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليم. وَهُوَ مُلِيمٌ} . وأَلامهُ ولوّمه للمبالغة. وقوم لُوَّام ولُوّم ولُيَّم. واستلام إِليهم: أَتاهم بما يلومونه. وجاءَ بلَومة ولامة: بما يلام عليه. وتلوّم فى الأَمر: تمكَّث.
وقوله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بالنفس اللوامة} ، قيل: هى النَّفس التى اكتسبت بعض الفضيلة فتلُوم صاحبها إِذا ارتكب مكروها، فهى دون النفس المطمئنَّة، وقيل: بل هى النفس التى قد اطمأَنَّت فى ذاتها، وترشَّحت لتأْديب غيرها، فهى النفس المطمئنَّة.