الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى مسخ ومسد
المَسْخ: تشويهُ الخَلْق والخُلُق وتحويلهما من صورة إِلى صورة. وقد مسخَهم اللهُ مَسْخاً. وما نَسَخه بل مَسَخَه. وفلان مِسْخ من المُسُوخ. وشىء مَسِيخ: لا طعم له. وطعام مَسِيخ، ورجل مسيخ: لا ملاحة فيه، قال:
مَسيخ مليخ كلحم الحُوار
وفى يده ما سِخِيّة، أى قوس نسبت إِلى قوّاس كان يسمّى ماسخة.
وقال بعض الحكماء: المَسْخُ ضربان: مَسْخ خاصّ يحصل فى الفَيْنة، وهو مَسْخ الخَلْق؛ ومَسْخ يحصل فى كل زمان، وهو مسخ الخُلُق، وذلك أَن يصير الإِنسان بخُلُق ذميم من أَخلاق الحيوانات، نحو أَن يصير فى شدّة الحرص كالكلب، أَو الشره كالخنزير، أَو اللُؤم كالقِرْد قال: وعلى هذا فى أَحد الوجهين قوله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ القردة والخنازير وَعَبَدَ الطاغوت} ، قال: وقوله {وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ على مَكَانَتِهِمْ} يتضمّن الأَمرين، وإِن كان الأَوّل أَظهر. ومسخْتُ الناقة: أَتعبتها حتى أَزلت خِلقتها عن حالها.
المَسَد: الليف. يقال: حبل من مَسَد، قال تعالى:{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} . / وقيل: المَسَد: حبل من خوص. ويقال: حبلٌ مَسَدٌ - بالتحريك - أَى مَمْسود، أَى مفتول قد مُسد وأُجيد فتله. فالمَسْد المصدر، والمَسَد الاسم كالقَبَض والنَفَض.
ودلَّ قوله تعالى: {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} أَنَّ السلسلة التى ذكرها الله تعالى فُتلت من الحديد فتلاً محكما، كأَنه جُعل فى جِيدها حبل حديد قد لُوى ليًّا شديدًا. وقال الأَزهرى: قال المفسرون: هى السلسلة التى ذَرْعها سبعون ذراعاً، يعنى أَنَّ امرأَة أَبى لهب تُسلك فى النار فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً. وقال الزجاج: المَسَد فى اللغة: الحبل إِذا كان من ليف المُقْل. وقد يقال لما كان من وَبَر الإِبل من الحبال مَسَد. وقال غيره: وقد يكون المَسَد من جلود الإِبل، قال عُمَارة بن طارق:
ومَسَدٍ أُمِرّ من أَيانِق
…
لَيْس بأَنياب ولا حقائقِ
وهو يحتمل المعنيين والله أَعلم.