الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى مثل
المِثْل والمَثَل والمَثِيل، كالشِبْه والشَبَه والشبيه لفظا ومعنًى، والجمع: أَمثال. والمَثَل - محركة -: الحديث. وقد مثَّل به وامتثله وتمثَّله وتمثَّل به. وقد يعبّر بالمَثَل والشَبَه عن وصف الشىء؛ نحو قوله تعالى: {مَّثَلُ الجنة التي وُعِدَ المتقون} .
وقد يستعمل المِثْل عبارة عن المشابه لغيره فى معنى من المعانى، أَىَّ معنى كان. وهو أَعمّ الأَلفاظ الموضوعة للمشابهة؛ وذلك أَن النِدّ يقال فيما يشاركه فى الجوهريّة فقط، والشكل يقال فيما يشاركه فى القَدْر والمساحة، والشِبْه يقال فيما يشاركه فى الكيفيّة فقط، والمساوى يقال فيما يشاركهُ فى الكميّة فقط، والمِثْل عامّ فى جميع ذلك. ولهذا لمَّا أَراد الله نفى التشبيه من كل وجه خصّه بالذِكر فقال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} .
وأَمَّا الجمع بين الكاف والمِثْل فقد قيل: ذلك لتأْكيد النفى، تنبيها على أَنه لا يصح استعمال المِثْل ولا الكاف، فنفى بليس الأَمرين جميعاً. وقيل: المِثل هاهنا بمعنى الصفة، ومعناه: ليس كصفته صفة، تنبيها على أَنّه وإِن وُصف بكثير ممَّا يوصف به البَشَر فليس تلك الصفات له على حَسَب ما يُستعمل فى البَشَر.
والمَثَل: عبارة عن قول فى شىء يشبه قولاً فى شىء آخر بينهما مشابهة، ليبيِّن أَحدهما الآخر، ويصوّره، نحو قولهم: الصيفَ ضيَّعتِ اللَبَنَ؛ فإِن هذا القول يشبه قولك: أَهملت وقت الإِمكان أَمرَكِ. وعلى هذا الوجه ما ضرب الله تعالى من الأَمثال فقال: {وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} ، {وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلَاّ العالمون} .
والمُثُول: الانتصاب. والتَمثال - بالفتح -: التمثيل. والتِمثال - بالكسر -: الصورة. ومثَّله له: صوّرهُ. وتمثل: تصوَّر. قال تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} [و] تَمثَّل بالشىءِ: ضربه مَثَلاً.
وقوله تعالى: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بالآخرة مَثَلُ السوء وَلِلَّهِ المثل الأعلى} أَى لهم الصفات الذميمة، ولله الصفات العلى. وقد منع الله تعالى عن ضرب الأَمثال بقوله:{فَلَا تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الأمثال} ، ثم أَخبر أَنه يضرب لنفسه المَثَل، ولا يجوز لنا أَن نقتدى به فى ذلك وقال:{إِنَّ الله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ؛ ثم ضرب لنفسه مَثَلاً فقال: {ضَرَبَ الله مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لَاّ يَقْدِرُ على شَيْءٍ} الآية. وفى هذا تنبيه أَنه لا يجوز أَن نصفه بصفة ممَّا يوصف به البشر إِلَاّ ما وصف به نفسه. وقوله: {مَثَلُ الذين حُمِّلُواْ
التوراة ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحمار يَحْمِلُ أَسْفَاراً} ، أَى هم فى جهلهم بمضمون حقائِق التوراة كالحمار فى جهله بما على ظهره من الأَسفار.
وقوله: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكلب إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ} فإِنه شبهه فى ملازمته واتّباع هواه وقلَّة مزايلته بالكلب الذى لا يزايل اللهْث على جميع الأَحوال. وقوله: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذي استوقد نَاراً} ، شبّه من آتاه الله ضرباً من الهداية والمعاون فأَضاعه ولم يتوصَّل به إِلى ما رُشِّح له من نعيم الأَبد، بمن استوقد نارًا فى ظلمة، فلما أَضاءَت له ضيَّعها / ونُكس فعاد فى الظلمة.
وقوله: {وَمَثَلُ الذين كَفَرُواْ كَمَثَلِ الذي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَاّ دُعَآءً وَنِدَآءً} ، فإِنه قصد تشبيه المدعوّ بالغنم التى يُنعق بها، وداعيهم بالناعق بالغنم، فأَجمل وراعى مقابلة المعنى دون مقابلة اللفظ؛ وبسط الكلام وحاصله: مَثَلُ داعى الذين كفروا والذين كفروا كمثل الذى ينَعق بالغنم ومثلِ الغنم التى لا تسمع إِلَاّ دعاء ونداء. والمُثْلة - بالضمّ - والمَثْلة والمَثُلة: نِقمة تنزل بالإِنسان فيُجعل مثالاً يَرتدع به غيره وذلك كالنَكَال، وجمعه: مُثْلات ومَثُلات، وقرئ (المَثْلات) بإِسكان الثاء على التخفيف؛ نحو عَضْد فى عَضُد.
والأَماثل: يقال من هم أَشبه بالأَفاضل وأَقرب إِلى الخير. وأَماثل القوم: خيارهم، وعلى هذا قوله تعالى:{إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} . وقوله تعالى: {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المثلى} أَى الأَشبه بالفضيلة، وقيل: أَشبه بالحق، وهى تأْنيث الأَمثل، وقيل: أَمثلهم طريقة أَى أَعدلهم وأَشبههم بأَهل الحق، وقيل: أَعلمهم عند نفسه بما يقول.
والمَثَالة: الفضل. وقد مَثُل - ككرم -: صار فاضلا.