الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى فعل
الفِعْل: كناية عن كلِّ عمل متعدّ أَو غيره. فَعَلَ يفعَل بفتحهما. والفَعَال بالفتح اسم الفعل الحسن، وقيل: يكون فى الخير والشرّ، وهو الصّحيح. وهو مُخَلَّصٌ لفاعل واحد، فإذا كان من فاعلين فهو فِعَال بالكسر. وهو أَيضاً جمع فِعْل. والفَعَّال والفَعُول: كثير الفعل، قال:
إذا سيّد منّا خلا قام سيّد
…
قؤُول لما قال الكرام فَعُول
وقال تعالى: {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} ، وقال:{إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ} ، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل} ، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} ، {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ، {لَاّ يَعْصُونَ الله مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ، {يَوْمَ نَطْوِي السمآء كَطَيِّ السجل لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} .
لمَّا قال نُمْرُود حين كسر إِبراهيمُ أَصنامهم: {مَن فَعَلَ هاذا بِآلِهَتِنَآ} أَحَالَ إِبراهيم تهكُّماً وسُخريَةً على كبيرهم وقال: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} . ولمَّا قال فرعون لموسى مُهددًا: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ التي فَعَلْتَ} أَجابهُ بأَن ذلك مرسوم صحبةِ الظَلَمة من أَتباعك، وقال: {فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ
الضالين} . وقال تعالى فى حديث ذَبْح البقرة: {فافعلوا مَا تُؤْمَرونَ} وقَرُب أَن يتحكَّم عليهم اللجَاج: {وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} . ولمَّا قال النَّبىُّ صلى الله عليه وسلم: {وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} أَجيب بقوله تعالى {لِّيَغْفِرَ لَكَ الله} ، ويفعل بالأعداء كما فعل بأَشياعهم من قبل:{وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} ، {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بالمجرمين} وعرَّف عباده بأَنَّ سبب الفلاح إِنَّما هو فعل الخير وقال:{ياأيها الذين آمَنُواْ اركعوا واسجدوا وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وافعلوا الخير لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وقوله تعالى: {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} أَى، إِن لم تبلِّغ هذا الأَمر فأَنت فى حكم من لم يبلِّغ شيئاً.
والفِعل عامّ لِما كان بإِجادة أَو غيرها، ولِما كان بعِلم أو بغيره، وبقصد أَو بغيره، ولِمَا كان من إِنسان أَو حيوان أَو جماد. والعمل والصنع أَخصَّ منه. ويقال للذى من جهة الفاعل: مفعول ومنفعل. وفصَّل بعضهم فقال: المفعول إِذا اعتبر بفعل الفاعل، والمنفعل إِذا اعتبر قَبُول الفعل فى نفسه، فالمفعول أَعمِّ من المنفعِل / لأَنَّ المنفعل يقال لما لا يقصِد الفاعل إِلى إِيجاده وإِن تولَّد منه، كالطرب الحاصل من الغِنَاء، وتحرك العاشق لرؤية معشوقه.