الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى لب
لبَّ بالمكان وأَلَبَّ به إِذا أَقام به. حكاه أَبو عبيد / عن الخليل، ومنه قولهم: لَبَّيكَ. أَى أَنا مقيم على طاعتك. وقال ابن الأَنبارىّ: فى لبَّيك أَربعة أَقوال:
أَحدها: إِجابتى لك من لبّ بالمكان وأَلبَّ به أَقام به. وقالوا: لبَّيْك فثنَّوا لأَنهم أَرادوا: إِجابة بعد إِجابة؛ كما قالوا: حنانَيْك أَى رحمة بعد رحمة. وقال بعض النحويين: أَصل لبَّيْك لبَّبك، فاستثقلوا ثلاثة باءَات فأَبدلوا من الثالثة ياءً؛ كما قالوا: تظنَّيت وأَصله تظّننت.
والثانى: اتجاهى وقصدى يا رب لك؛ أُخذ من قولهم: دارى تَلُبّ دارك أَى تواجهها.
والثالث: محبَّتى لك يا رب، من قول العرب: امرأَة لَبَّة إِذا كانت محبَّة لزوجها عاطفة عليه.
والرابع: إِخلاصى لك يا ربّ، من قولهم: حَسَبٌ لُبَاب: إِذا كان خالصاً محضاً، ومن ذلك لُبّ الطعام ولُبَابه.
واللُبّ: العقل، والجمع: أَلباب وأَلُبّ؛ كنُعْم وأَنْعُم قال:
قلبى إِليه مشرف الأَلُبِّ
وربما أَظهرو التضعيف فى ضرورة الشعر كقول الكميت:
إِليكم ذوى آل النبى تطلَّعت
…
نوازع من قلبى ظِماء وأَلبُبُ
وقيل، اللبّ: ما ذكا من العقل. وكل لُبّ عقل، وليس كل عقل لُبًّا، ولهذا خص الله الأَحكام التى لا تدركها إِلَاّ العقول الذكيَّة بأُولى الأَلباب؛ نحو قوله:{وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَاّ أُوْلُواْ الألباب} ونحو ذلك من الآيات.