الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى عبد
العبد: خلاف الحُرّ. والجمع عَبْدونٌ وعَبِيدٌ، مثال كَلْب وكَلِيبٍ، وهو جمعٌ عزيز - وأَعْبُدٌ، وعِباد وعُبْدانٌ بالضمّ - كتمر وتُمْران، وعِبْدانٌ - بالكسر - كجَحش وجِحشان / وعِبِدَّانٌ - بكسرتين وشدّ الدّال - ومَعْبَدة كشَيْخ ومَشْيخة، ومعابدُ وعِبدَّاءُ - بالمدّ - وعِبِدَّى - مقصور - وعُبُدٌ - بضمّتين كسَقْف وسُقُف - وعَبُد - بفتح العين وضمّ الباءِ - ومعبوداءُ.
وقرأَ ابن عبّاس رضى الله عنهما وابنُ مسعود وإبراهيم النَخَعىّ والأَعمش وأَبان بن ثعلب والضحّاك وابن وَثَّاب وعلىّ بن صالح وشيبان: {وَعُبُد الطاغوت} مضافاً إِلى الطَّّاغوت، وقرأ حَمزة بن حبيب الزَّيات {وَعَبُدَ الطاغوت} وأَضافه، والمعنى فيما يقال: خَدَم الطَّاغوت. قيل: وليس هذا بجمع لأَن فَعْلا لا يجمع على فَعُل، وإِنما هو اسم بُنى على فَعُل كحذُر ونَدُس. وأَمّا قول أَوس بن حَجَر:
أَبَنى لُبَيْنَى إِنَّ أمّكمُ
…
أَمَةٌ وإِن أَباكم عَبُدُ
فإِنَّ الفراءَ قال: إِنَّما ضمّ الباءَ ضرورة لأَنَّ القصيدة من الكامل وهى حَذَّاءَ.
وعَبْد بيّن العَبْديّة والعُبُودِيَّة والعُبُودة. وأَصل العبوديّة الخضوع والذلّ. وقوله تعالى: {فادخلي فِي عِبَادِي} أَى فى حزبى. والتعبيد: التذليل، طريق معبَّد: مذلَّل. وأَعْبَدَهُ: اتَّخذه عبدا. وأَعْبَدَنى فلان فلاناً: ملَّكنى إِيّاه. والتعبيد: الاستعباد، وهو أَن تتخذه عبداً، وكذلك الاعتباد. وتَعَبَّدَنى: اتَّخذنى عبدًا.
والعبادة: الطاعة، وهى أَبلغ من العبوديّة، لأَنَّها غاية التَّذلُّل لا يستحقّها إِلا من له غاية الإِفضال، وهو الله تعالى. والعبادة ضربان: ضرب بالتسخير كما ذكرناه فى السجود، وضرب بالاختيار وهو لذى النطق، وهو المأمور به فى قوله:{اعبدوا رَبَّكُمُ} .
والعبد يقال على أَضرب:
الأَوّل - عبد بحكم الشرع يباع ويبتاع؛ نحو قوله تعالى: {العبد بالعبد} .
والثانى - عبد بالإِيجاد، وذلك ليس إلَاّ لله تعالى، وإِيّاه قصد بقوله:{إِن كُلُّ مَن فِي السماوات والأرض إِلَاّ آتِي الرحمان عَبْداً} .
الثالث - عبد بالعِبادةِ والخِدمة، وهو المقصود بقوله:{واذكر عَبْدَنَآ أَيُّوبَ} ، {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَآ} .
وعبد الدنيا وأَعراضها هو المعتكف على خدمتها ومراعاتها، وإِيّاه قصد النبىّ صلى الله عليه وسلم بقوله: "تَعِسَ عبد الدينار، تَعِسَ
عبد الدّرهم". وعلى هذا النوع يصحّ أَن يقال: ليس كلّ إِنسان عبدًا لله، فإِنَّ العبد على هذا المعنى العابد، لكنَّ العبد أَبلغ من العابد. والناس كلّهم عباد الله بل الأَشياء كلها، بعضُها بالتسخير وبعضها بالتسخير والاختيار. قال:
سيّدى إِنّنى رجوتُك وعدًا
…
ما تجاوزتُ فى ولائك عهدا
لستُ آتيك كى أَكون حبيباً
…
فاتَّخذنى لِعَبْدِ عبدِك عبدا
قيل: ورد العَبْد والعِبادة فى القرآن على ثلاثين وجهاً:
الأَول - عامّ للمُؤمن والكَافر: {والله بَصِيرٌ بالعباد} ، {رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ} {وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ} .
2-
خاصّ بالمؤْمنين: {والله رَؤُوفٌ بالعباد} ، {الله لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} {قُل لِّعِبَادِيَ الذين آمَنُواْ} .
3-
خاصّ بالكفار: {ياحسرة عَلَى العباد} ، {إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد} .
4-
بمعنى المماليك: {والصالحين مِنْ عِبَادِكُمْ} ، {وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ} .
5-
بمعنى المطيعين: {وَعِبَادُ الرحمان} .
6-
بمعنى العاصين المجرمين: {وكفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً} ، {قُلْ ياعبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ} .
7-
بمعنى الأبرار والأخيار: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ الله} .
8-
بمعنى المصطَفين المجتَبين من النَّاسِ كالأنبِياءِ وغيرهم: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب الذين اصطفينا مِنْ عِبَادِنَا} ، / {وَسَلَامٌ على عِبَادِهِ الذين اصطفى} .
9-
أَهل القُرْبة والكرامة: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} .
10-
بمعنى أُمَّة النبىِّ صلى الله عليه وسلم: {نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغفور الرحيم} ، {أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصالحون} .
11-
بمعنى أُمَّة موسَى عليه السلام: {وَأَوْحَيْنَآ إلى موسى أَنْ أَسْرِ بعبادي} .
12-
بمعنى الأَتقِياء: {مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً} .
13-
بمعنى أَهل الجنَّة: {جَنَّاتِ عَدْنٍ التي وَعَدَ الرحمان عِبَادَهُ} .
14-
بمعنى قوم نوح عليه السلام: {إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ} .
15-
بمعنى الأَنبياء: {ولاكن الله يَمُنُّ على مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ} {يُلْقِي الروح مِنْ أَمْرِهِ على مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ} .
16-
بمعنى المنازعينَ للأَنبياءِ: {ولاكن الله يُسَلِّطُ رُسُلَهُ على مَن يَشَآءُ} .
17-
بمعنى مَلائكة الملَكُوت: {وَجَعَلُواْ الملائكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمان} ، {بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ} .
18-
بمعنى المخلَصِينَ المعصومين: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} .
19-
بمعنى المنصورين على الأَعداءِ: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين} .
20-
بمعنى العلماءِ: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء} .
21-
بمعنى المستحِقِّين للبشرى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الذين يَسْتَمِعُونَ القول} .
22-
بمعنى أَهل الخصوص عند الوفاة ويوم القيامة: {ياعباد لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ اليوم} .
23-
بمعنى نوح عليه السلام: {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} .
24-
بمعنى إِبراهيم الخليل وأَولاده: {واذكر عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} .
25-
بمعنى لوط: {كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ} .
26-
بمعنى أَيُّوب عليه السلام: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ العبد} {واذكر عَبْدَنَآ أَيُّوبَ} .
27-
بمعنى داوُدَ فى مقام الأَوْبةِ والإنَابة: {واذكر عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأيد إِنَّهُ أَوَّابٌ} .
28-
بمعنى سليمان فى مقام شكر النّعمة: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ العبد} .
29-
بمعنى عيسى عليه السلام فى صفة الطهارة والتزكية: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ الله آتَانِيَ الكتاب وَجَعَلَنِي} الآية.
30-
بمعنى سيّد المرسلين فى ساعة القربة والكرامة: {لَمَّا قَامَ عَبْدُ الله} ، {فأوحى إلى عَبْدِهِ مَآ أوحى} ، {سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ} .