الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى عرض
العَرْض خلاف الطُّول، وأَصله فى الأَجسام ثمّ يستعمل فى غيرها. يقال: كلام له طول وعَرْض، قال تعالى:{فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ} .
والعُرض بالضمّ خصّ بالجانب. وأَعرض الشَّىءُ: بَدَا عُرضه. ومنه عرضتُ العُودَ على الإِناءِ. وعَنِّى: وَلَّى مُبْدياً عُرْضه.
واعترض الشىءُ فى حَلْقِه أَى وقف فيه بالعَرْض.
وعرضت الجيشَ عَرْض عَيْن: إِذا أَمررته على بصرك لِتعرف مَن غاب ومن حضر. ونظرتُ إِليه معارضة، أَى من عُرْض.
وبعير معارِض: لا يستقيم فى قِطَار.
وعرضت الشىءَ على البيع وعلى فلان، قال تعالى:{ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الملائكة} .
والعارِض: البادى عُرْضُه أَى جانبه، فتارة يُخصّ بالسّحاب كقوله تعالى:{هاذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} ، وتارة بما يعرض من مرض ونحوه فيقال: به عارِض من سقم، وتارة بالخدّ نحو: أَخَذَ من عارضيْه، وتارة بالسنّ: ومنه قيل للثَّنايا التى تظهر عند الضَّحك: العوارض. ويقال: فلان شديد العارضة (كناية عن جودة بيانه) . (وأَعرض:
أَظهر عُرضه أَى ناحيته. وإِذا قيل: أَعرض لى كذا أَى بدا لي عُرْضه فأَمكن تناوله، وإِذا قيل: أَعرض عنى، معناه ولَّى مبدياً عُرْضه) .
والعُرضة: ما يجعل مُعَرَّضًا للشىءِ قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلُواْ الله عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ} وبعيرى عُرْضَة للسّفر أَى مُعَرَّض له.
وقوله تعالى: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السماوات والأرض} قيل هو العَرْض ضدّ الطُّول. وتَصَوُّر ذلك على أَحد وجوه: إِمّا أَن يريد به أَن يكون عَرْضها فى النشأَة الآخرة كعَرْض السمّاوات والأَرض فى النشأَة الأُولى، وذلك أَنَّه قال:{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض والسماوات} قال: فلا يمتنع أَن يكون السماوات والأَرض فى النشأَة الآخرة أَكبر ممّا هى الآن. وسأَل يهودىّ عمر رضى الله عنه عن الآية وقال: فأَين النار؟ فقال عمر: إِذا جاءَ الليل فأَين النَّهار؟ وقد قيل: يُعنى بعرضها سعتها، لا من حيث المساحة ولكن من حيث المسرّة؛ كقولهم فى ضدّه: الدنيا على فلان كحلْقة خاتم، وسعةُ هذه الدار كسعة الأَرض. وقيل: العَرْض ههنا عَرْض البيع من قولهم: بِيع له كذا بِعَرْض: إِذا بِيع بسِلعة، فمعنى عرضها بدلها وعوضها؛ كقولك: عَرْض هذا الثوب كذا وكذا والله أَعلم.
والعَرَض / محرّكة: ما لا يكون له ثبات. ومنه استعار المتكلِّمون العَرَض لما لا ثبات له إِلَاّ بالجوهر كاللون والطَّعم. وقيل: الدنيا عَرَض حاضر تنبيهاً أَن لا ثبات لها، قال تعالى:{تُرِيدُونَ عَرَضَ الدنيا والله يُرِيدُ الآخرة} ، وقوله:{لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً} أَى مطلبًا سهلاً.
والتَّعريض فى الكلام: أَن يكون له وجهان مِن صدق وكذب، أَو ظاهر وباطن. وقوله:{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النسآء} قيل: هو أَن يقول لها: أَنت جميلة، وكلّ أَحد يرغب فى مثلك، ونحو هذا.