الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى عرب
العَرَب - بالتَّحْرِيك - والعُرْب - بالضمّ -: جِيل من النَّاس. والنِّسْبة عَرَبىّ بيّن العُرُوبة، وهم أَهل الأَمصار. والعرب اسم جنس. والعرب العاربة: هم الخلَّص منهم. وأَخذت من لفظها فأَكدّت بها كليل لائل. وربّما قالوا: العرب العَرْباءُ. والعربيّة هى هذه اللُّغة.
وتصغير العَرب عُرَيب بلا هاء. قال عبد المؤمن بن عبد القدّوس:
ومَكْن الضَّبَابِ طعام العُرَيب
…
ولا تشتهيه نفوس العَجَمْ
وإِنما صغَّرهم تعظيما لهم كقول الحُبَاب: أَنَا جُذَيلها المحكَّك.
وقيل: سمّيت العرب بها لأَنَّه نَشأَ أَولاد إِسماعيل - صلوات الله عليه - بَعَربة وهى من تِهامة، فنُسبوا إِلى بلدهم. ورُوى أَنَّ خمسة من الأَنبياءِ - صلوات الله عليهم - من العرب، وهم: إِسماعيل، ومحمّد، وشعيب، وصالح، وهود. وهذا يدلُّ على أَنَّ لسان العرب قديم. وأَن هؤلاءِ الأَنبياءَ - صلوات الله عليهم - كلّهم كانوا يسكنون بلاد العَرَب. وكان شُعيب وقومه بأَرض مَدْين، وكان صالح وقومه ثمود بناحية الحِجْر، وكان هود وقومه ينزلون الأَحقاف من رمال اليمن، وكانوا أَهل عَمَد، وكان إِسماعيل / ومحمّد المصطفى صلى الله عليه وسلم من سكَّان الحرم. وكل مَن سكن بلاد العرب وجزيرتها ونطق بلسان أَهلها فهم عَرَب.
وقال الأَزهرىّ: الأقرب عندى أَنهم يسمَّون عرباً باسم بلدهم العَرَباتِ. وقال إِسحاق بن الفرج: عَرَبَةُ باحة العرب. وباحة دار أَبى الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما. قال: وفيها يقول قائلهم:
وَعرْبة أَرضٌ ما يُحِلّ حرامَها
…
من الناس إِلَاّّ اللوذعى الحُلَاحلُ
يعنى النبىّ صلى الله عليه وسلم "أُحِلَّت لنا مكَّة ساعة من نهار ثم هى حرام إِلى يوم القيامة". قال: واضطُرّ الشَّاعر إِلى تسكين الراءِ من عَرَبة فسكَّنها. وأَنشد قول الشاعر:
ورُجّت باحةُ العربات رَجًّا
…
ترقرقُ فى مناكبها الدّماءُ
قال: وأَقامت قريش بعَرَبة فتنَخَتْ بها. وانتشر سائر العرب فى جزيرتها فنُسبوا كلّهم إِلى عَربة؛ لأَن أَباهم إِسماعيل - صلوات الله وسلامه عليه - بها نشأَ، ورَبَل أَولاده فيها فكثروا، فلمّا لم تحملهم البلاد انتشروا، وأَقامت قريش بها.
وقال ابن عبّاس رضى الله عنهما فى قوله تعالى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحج} : هو العِرابَة فى كلام العرب. والعِرَابة كأَنَّها اسم من التعريب وهو ما قَبُح من الكلام. وفى حديث عطاء: لا تحلّ العِرَابة للمحرم، ويروى أَنَّه كره الإِعراب للمحرم، وهو بمعنى العِرابة.
والأعراب: سكَّان البادية خاصّة، ويجمع على الأعاريب. ولا واحد للأعراب؛ ولهذا نسب إِليها ينسب للجمع. وليست الأعراب جمعاً للعرب كما أَن الأَنباط. جمع للنّبَط، وإِنما العرب اسم جنس.
وأَعرب بحُجَّته: أَفصح بها ولم يَتَّق أَحدا، والرّجلُ: وُلد له وَلَدٌ عربىٌّ، والثور البقرةَ شهَّاها، وفلان: تكلَّم بالفُحْشِ. وإِنما سمّى الإِعراب إِعراباً لتبيينه وإِيضاحه. وأَعرب الحروف وعرّبها بمعنى. الفرّاءُ: عّرب أَجود من أَعرب، وقيل: هما سواءُ. وقوله تعالى: {وكذلك أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً} ، قيل أَى مفصحاً، نحو {لِيُحِقَّ الحق وَيُبْطِلَ الباطل} ، وقيل: أَى شريفاً كريماً، وقيل: ناسخاً لما قبله من الأَحكام، وقيل: منسوباً إِلى النبىّ صلى الله عليه وسلم. والعربىُّ إِذا نُسِبَ إِليه قيل: عربىٌّ فيكون لفظه كلفظ المنسوب إِليه. وخير النساء اللَّعُوب العَرُوب. وقد تعرّبت لزوجها: تغزَّلت له وتحبَّبت إِليه.